____________________
وبيان التعليل: أنه لما كان حصول الوقاية والحفظ مانعا من دواعي التفريط والإفراط كان العبد مستقيم الحركات على سواء الصراط، وذلك هو السلامة من الزيغ والوقوع في هوى المهالك، وكذلك لما كان حصول الهداية مانعا من الضلالة عن الصراط المستقيم كان العبد عالما بسلوك جادة سبيل الحق وذلك هو العلم.
وكذلك لما كان حصول القرب مستلزما للفوز بالسعادة الأبدية كان العبد فائزا بالغنى الحقيقي والملك الأبدي، وذلك هو الغنيمة التي لا يقاس بها مغنم، فكأنه قال: «أسألك الوقاية والحفظ» المستلزمين للسلامة والهداية المستلزمة للعلم والقرب المستلزم للغنم.
و «من» هنا شرطية، مثلها في قوله تعالى: من يعمل سوء يجز به (1) ومحلها الرفع على الابتداء فيكون اسم إن ضمير شأن محذوفا والأصل: إنه من تقه يسلم، كقوله: «إن من يدخل الكنيسة يوما يلق فيها جاذرا وظباء»، وإنما لم نجعل «من» اسمها لأنها شرطية بدليل جزمها الفعلين، والشرط له الصدر فلا يعمل فيه ما قبله.
وسلم يسلم من باب تعب سلامة: خلص من الآفات والمراد: السلامة من الآفات النفسانية والآراء الفاسدة والعقائد الباطلة مثل: الكفر والكبر والحسد والنفاق في الدنيا ومن العقوبات في الآخرة.
والهداية: مطلق الإرشاد والدلالة على المطلوب بلطف، سواء كان معها وصول إليه أو لا، وسواء تعدت إلى ثاني المفعولين بنفسها أو بالحرف. هذا هو الحق في تفسير الهداية. وهدايته جل شأنه للعباد على أربعة أنواع مرتبة:
الأول: الهداية إلى جلب المنافع ودفع المضار بإفاضة المشاعر الظاهرة والمدارك الباطنة، وإليه الإشارة بقوله تعالى: أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (2).
وكذلك لما كان حصول القرب مستلزما للفوز بالسعادة الأبدية كان العبد فائزا بالغنى الحقيقي والملك الأبدي، وذلك هو الغنيمة التي لا يقاس بها مغنم، فكأنه قال: «أسألك الوقاية والحفظ» المستلزمين للسلامة والهداية المستلزمة للعلم والقرب المستلزم للغنم.
و «من» هنا شرطية، مثلها في قوله تعالى: من يعمل سوء يجز به (1) ومحلها الرفع على الابتداء فيكون اسم إن ضمير شأن محذوفا والأصل: إنه من تقه يسلم، كقوله: «إن من يدخل الكنيسة يوما يلق فيها جاذرا وظباء»، وإنما لم نجعل «من» اسمها لأنها شرطية بدليل جزمها الفعلين، والشرط له الصدر فلا يعمل فيه ما قبله.
وسلم يسلم من باب تعب سلامة: خلص من الآفات والمراد: السلامة من الآفات النفسانية والآراء الفاسدة والعقائد الباطلة مثل: الكفر والكبر والحسد والنفاق في الدنيا ومن العقوبات في الآخرة.
والهداية: مطلق الإرشاد والدلالة على المطلوب بلطف، سواء كان معها وصول إليه أو لا، وسواء تعدت إلى ثاني المفعولين بنفسها أو بالحرف. هذا هو الحق في تفسير الهداية. وهدايته جل شأنه للعباد على أربعة أنواع مرتبة:
الأول: الهداية إلى جلب المنافع ودفع المضار بإفاضة المشاعر الظاهرة والمدارك الباطنة، وإليه الإشارة بقوله تعالى: أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (2).