رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٠
ونعوذ بك من شماتة الأعداء.
____________________
قيل: أما كونه منقصة للدين فللاشتغال بهمه وتحصيل قوام البدن عن العبادة.
وأما كونه مدهشة للعقل فلدهشة العقل وحيرته وضيق الصدر به.
وأما كونه داعية للمقت فلمقت الخلق لصاحبه، أي: بعضهم له.
وفي قوت القلوب عن أمير المؤمنين عليه السلام: أن لله تعالى في خلقه مثوبات فقر وعقوبات فقر، فمن علامة الفقر إذا كان مثوبة أن يحسن عليه خلقه، ويطيع ربه، ولا يشكو حاله، ويشكر الله تعالى على فقره. ومن علامة الفقر إذا كان عقوبة أن يسوء عليه خلقه، ويعصي فيه ربه، ويكثر الشكاية، ويتسخط القضاء، وهذا النوع من الفقر هو الذي استعاذ منه النبي صلى الله عليه وآله (1).
شمت به يشمت بكسر العين من الماضي وفتحها من المستقبل: إذا فرح بمصيبة نزلت به، والاسم الشماتة بالفتح.
والأعداء: جمع عدو فعول بمعنى فاعل وهو خلاف الصديق الموالي.
قال في مختصر العين: يقع العدو بلفظ واحد على الواحد المذكر والمؤنث والمجموع (2).
وقال أبو زيد: سمعت بعض بني عقيل يقولون: هن وليات الله وعدوات الله وأولياؤه وأعداؤه (3).
قال الأزهري: إذا أريد الصفة قيل: عدوة (4).

(1) قوت القلوب: ج 2 ص 193.
(2) مصباح المنير: ص 544، نقلا عن مختصر العين.
(3) مصباح المنير: ص 544. نقلا عن ابن زيد.
(4) مصباح المنير: ص 544. نقلا عن الأزهري.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست