كل مكلف ولو كان فاسقا خائنا مدعيا للإصلاح والصلاح والإحسان; حيث معها لا يجوز تضمينه، ويؤدي إلى تضييع مال الأيتام كثيرا.
وقد يتوهم دلالة قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح) (1) على جواز التصرف الاصلاحي لكل أحد.
وفيه ما لا يخفى; فإن الظاهر منه مع الغض عن الروايات، أن السؤال مربوط بنفس اليتامى لا بأموالهم، فقوله تعالى: (إصلاح لهم خير) لعل المراد منه التربية الصالحة، وقوله تعالى: (وإن تخالطوهم...) إلى آخره، ترغيب في حسن المعاشرة معهم نحو معاشرة الإخوان بعضهم مع بعض.
ولو فرض أن السؤال مربوط بأموال اليتامى، لكن لم يعلم أن السائلين أولياء الأيتام الشرعيون، أو العرفيون، أو أشخاص آخرون، فلعلهم أولياء شرعيون من الوصي أو القيم من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعليه فاستفادة العموم منه غير صحيحة.
بل لعل المستفاد من قوله تعالى: (فإخوانكم) عدم جواز التصرف في أموا لهم إلا بإذن من له الإذن، كما هو حال الإخوان بعضهم مع بعض، حيث إن الأخوة لازمها عدم التصرف إلا بإذنه، أو بإذن من له الإذن.
وأما الروايات الواردة في الباب، فيظهر منها عدم العموم، ففي صحيحة ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما نزلت (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (2) أخرج كل من كان عنده يتيم، وسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في إخراجهم، فأنزل الله: (ويسألونك عن اليتامى