وليكن الشاهد الحي على إمكانية الاسراء والمعراج، هو حدوث نظائر كثيرة له حين تتدخل القدرة الإلهية.
ومن ذلك طي الأرض للإمام علي عليه السلام، حينما جاء من المدينة في الحجاز إلى المدائن قرب بغداد في العراق، ليتولى تجهيز سلمان الفارسي ودفنه.. (1).
وكذا طي الأرض للإمام الجواد عليه السلام حيث ذهب من المدينة في الحجاز إلى خراسان ليتولى مراسم تجهيز ودفن أبيه الإمام الرضا عليه السلام.
وكذلك الحال بالنسبة للإمام السجاد حينما ذهب من الكوفة إلى كربلاء لدفن الأجساد الطاهرة حيث عاونته قبيلة بني أسد على ذلك.
وليكن من ذلك أيضا انتقال عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين، قبل ارتداد الطرف مع أن هذا العرش زماني ومكاني.
وليكن من ذلك أيضا، قصة التقام الحوت ليونس، وبقائه في بطنه برهة من الزمان، (ولولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون).
6 - إذا كانت القضية ترتبط بالإعجاز الإلهي فلماذا يجب أن تبقى في حدود القدرة البشرية المحدودة للنبي (ص)، فإن بقاءها كذلك يتنافى مع كونها معجزة إلهية.
ومن الذي قال: إن بشرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تحدد قدرته إلى درجة يمتنع معها حصول مثل هذه الأمور له (ص)، حتى لو كان الإسراء بالجسد؟!.
وهل يريد أن يقنعنا أن القول بصحة هذه التفاصيل يلازم القول بأن الإسراء كان بالروح، كما قالت عائشة وغيرها من بني أمية؟!!
وهل يريد أن يقنعنا بعدم قدرة البشر على فعل الخوارق مع أن عليا (ع) قال عن عيسى (ع) فيما يرتبط بمشيه على الماء: لو ازداد يقينا لمشى في الهواء، فهل كان مشيه على الماء بروحه أم بالروح والجسد؟!.