خلفيات كتاب مأساة الزهراء (ع) - السيد جعفر مرتضى - ج ١ - الصفحة ٤١٠
فمن أين أتانا هذا البعض بالتخصص بخصوص ما يحتاجه النبي في نبوته؟!، ومن أين جاء بكلمة (بعض) في قوله: (بعض غيبه)؟!.
6 - وأما أن التصور القرآني ينفي فعلية علم النبي للغيب من الناحية الوجودية، أي أنه ينفي وجود قدرة ذاتية تمكنه من العلم كلما أراد، وساعة يشاء.. فذلك أيضا غير صحيح، فإن التصور القرآني يعطينا إمكانية أن يعلم الله نبيه بجميع غيبه كما ألمحنا إليه آنفا.
ولكنه ينفي أن تكون النبوة من حيث هي نبوة تقتضي علم الغيب بصورة ذاتية..
ولا ينفي إمكانية أن يكون الله قد جهز نبيه بقدرة يستطيع بها الاطلاع على الغيب ساعة يشاء، وفي كل ما يريد.. وقد دلت الأخبار الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) على ذلك..
7 - من أين علم هذا البعض: أن الله يطلع أنبياءه على الغيب بصورة التعليمات التدريجية، فإن هذا يحتاج إلى دليل يقيني، ولا يكفي فيه مطلق الحجة.. كما يقول هذا البعض نفسه.
إذ لعل الله قد أطلع رسوله على غيبه كما هو مفاد الآية، لكي يرفع بهذا العلم مقامه، ويكرمه به. لكنه منعه من إخبار الناس به، فصار ينتظر أمر ربه في إبلاغ كل حدث يريد إبلاغه للناس.
8 - على أن نفيه وجود قدرة تمكن النبي من علم الغيب يحتاج إلى دليل.. حسبما قرره هذا البعض نفسه، فأين هو دليله القطعي - حسب رأيه - الذي أقامه على هذا النفي؟
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست