والخليقة، وألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب.. وهي التي علمها (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام)؟!.
إن ذلك لم يتضح من الآية.. فكيف اتضح لذلك البعض أن المقصود هو هذا دون ذاك؟!
على أن قوله (ص): (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين). وكونهم أنوارا بعرشه محدقين أو معلقين بساق العرش قبل خلق الخلق بألفي عام يشهد بأن علمهم سابق حتى على خلق الخلق فلماذا العجب إذن إذا حدثت فاطمة أمها وهي في بطنها وما إلى ذلك؟!..
3 - وأما آية سورة الشورى 52 فإن قوله: (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان (لا يريد به نفي ذلك عنه قبل بعثته كرسول، وإلا لزم أن يكون (صلى الله عليه وآله) - والعياذ بالله - كافرا قبل البعثة، لأنه نفى عنه صفة الإيمان أيضا.. وذلك لا يمكن أن يصح. مما يعني: أن المراد بالآية أنه (صلى الله عليه وآله) إنما تلقى الوحي بواسطة الروح من قبل الله سبحانه.. فقولهم: إنها أساطير الأولين اكتتبها، وقولهم: إنما يعلمه بشر، ونحو ذلك، باطل لا يصح.
فالمراد بالآية: أنك يا محمد لولا وحينا لك بواسطة الروح، وهو جبرئيل لم تكن تدري ما الكتاب. ولولا هدايتنا لك بالفطرة، وبحكم العقل الصريح لم تكن تدري ما الايمان.
ويبقى سؤال: متى كان هذا الوحي له (صلى الله عليه وآله)..
ويأتي الجواب: أن الروايات قد دلت على أنه (صلى الله عليه وآله) قد كان نبيا قبل أن يكون رسولا بل دلت الروايات على أن نبوته قد بدأت من حين ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم).
4 - وأما آية سورة آل عمران / 44: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم (، فهي واضحة الدلالة على أن المراد أن الوحي هو الذي أعلمك يا محمد بأنهم قد ألقوا أقلامهم أيهم يكفل مريم إلخ.. ولولا الوحي فإنك لا تستطيع معرفة ذلك، أما متى كان هذا الوحي فقد أشرنا إلى أن الروايات هي التي تحدد ذلك فقد يكون منذ الولادة حيث بدأت النبوة، وقد يكون بعدها.