الحيوانات، وكل قوم بلغتهم.. وإلى آخر ما هنالك مما يفوق حد الحصر والإحصاء.
ولو كانت القضية تنتهي عند حدود التبشير والإنذار اللذين قد يقوم بهما حتى غير النبي. أو حتى لو كان الأمر ينتهي عند حدود الشهادة، لم يكن ثمة حاجة إلى أن يخلق الله أرواح النبي والأئمة قبل خلق الخلق بألفي عام، وأن يجعلهم أنوارا معلقين بساق العرش، فإن هذا وسواه كثير مروي في كتب الفريقين من سنة وشيعة.
ولم يكن ثمة حاجة إلى المعراج.. ولا كان لدى وصي سليمان علم من الكتاب يأتي به بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس..
وكذلك فإن سليمان وداود (عليهما السلام) لم يحتاجا إلى علم منطق الطير، ولا إلى أن يلين الله الحديد لداود، ولا إلى تسخير الريح وغيرها لسليمان..
فإن التبليغ والإنذار، وحتى حكومة الناس بالعدل لا تحتاج إلى شيء مما ذكرناه.. لو كانت مهمة الأنبياء محصورة بذلك ومقصورة عليه..
2 - إن ما أوكله الله إلى أنبيائه لا يعرف عن طريق العقل فلا بد من النقل فيرد السؤال: ما هي الآية أو الروايات المفيدة للقطع - حسب ما قرره ذلك البعض - التي دلت هذا البعض على أن النبي والإمام لا يحتاجان إلى علم الذرة والكيمياء، والفيزياء؟! أو أن ذلك ليس ضروريا لهما في مهماتهما التي أوكلها الله إليهما؟!، وفي معارفهما؟! وفي ما يرتبط بتكوين شخصية النبي والإمام؟!، وفي مقام إعدادهما لهذا المقام؟!.
3 - ما الدليل الذي أقامه هذا البعض على: أنه لا يجب أن يكون النبي والإمام أعلم الأمة في كل شيء.. فإن النفي عنده يحتاج إلى دليل يفيد اليقين بالنفي ولا يكفي مطلق الحجة.
4 - إن غاية ما عند هذا البعض هو قوله: " ليس لدينا دليل على هذا " فالذي ليس لديه دليل على الإثبات هل يكون عدم دليله على الإثبات دليلا على النفي؟!..
5 - ان هذا البعض يدعي أن علوم الذرة والكيمياء والفيزياء لا صلة لها برسالتهم..
ومن الواضح أن نفي الصلة بين الرسالات وبين العلوم المذكورة يحتاج إلى اطلاع على حقائق الكون، ومعرفة الغيوب بصورة مباشرة وذلك غير متيسر