أن الشمس أكبر من القمر والكواكب فور رؤيته لها طالما أنه قد رآها؟. أم أنه يريد تأكيد طفولة وبراءة إبراهيم من خلال عبارة (هذا أكبر) أو (لا أحب)؟.
4 - لماذا التزم إبراهيم بربوبية هذا الكوكب بعينه، دون سائر الكواكب الطالعة وما أكثرها؟ !.
5 - إن ذلك البعض يصرح بأن الظاهر أن قصة إبراهيم (ع) مع أبيه آزر، كانت أسبق من هذه القضية، فكيف كان مؤمنا هناك، ويدعوه للإيمان بالله وترك الأصنام؟ وكافرا ومشركا هنا يعبد الكواكب والنجوم تارة ولا يعرف إلهه تارة أخرى؟!، فهل كان يدعوه إلى إله لا يعرفه؟! أم أن إبراهيم (ع) كفر بعد إيمانه؟!. وهل يصح منه بعد هذا أن يحتمل في حقه عليه الصلاة والسلام أن يكون قد عبد الكوكب حقيقة؟!. علما أن عبادة الكواكب خروج عن الفطرة، ومعصية ما بعدها معصية، والأنبياء معصومون عنها قبل البعثة وبعدها.
6 - ثم إن إبراهيم (ع) استدل على بطلان ألوهية الكوكب بالأفول، لان الله لا يأفل. فالذي يدرك مثل هذا الأمر الدقيق في ما يتعلق بصفات الإله، كيف لا يدرك صفة أوضح منها وهي استحالة الجسمية على الله؟ مع أنه كان يعرف هذا الأفول قبل ذلك لأنه كان قد رأى الكواكب سابقا، وعرف أنها تطلع وتغيب باعتراف القائل نفسه.
7 - إن إبراهيم (ع) بعد أن استدل بالأفول على بطلان ألوهية الكوكب، كيف عاد واعتقد بألوهية القمر؟ مع علمه بأنه يأفل ويغيب، ثم كيف عاد ليعتقد بألوهية الشمس مع علمه بأنها تغيب أيضا؟!.
8 - أما التعليل ب (هذا أكبر)، فلا ينفع مع الاستدلال ب (لا أحب الآفلين)، لان الآفل لا يصلح للألوهية سواء كان كبيرا أو صغيرا.
أضف إلى ذلك كله أن القمر قد كان أكبر من الكوكب أيضا فلماذا لم يلتفت إبراهيم إلى ذلك في حينه؟.
9 - إن ذلك البعض لم يذكر لقارئه ما روي عن الإمام الرضا (ع)، من أنه قد رفض أن يكون إبراهيم عليه السلام قد أشرك بالله، وقرر أن إبراهيم (ع) إنما قال ذلك على سبيل الإنكار على قومه لتسخيف معتقدهم. والرواية هي التالية: