ابن بابويه قال حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه، قال حدثنا أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم، قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام، فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون؟
قال: بلى.
قال: فسأله عن آيات من القرآن في الأنبياء، فكان فيما سأله أن قال له فأخبرني عن قول الله عز وجل في إبراهيم (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي (.
فقال الرضا (ع): إن إبراهيم وقع إلى ثلاثة أصناف، صنف يعبد الزهرة، وصنف يعبد القمر، وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب الذي أخفى فيه، (فلما جن عليه الليل رأى الزهرة قال هذا ربي على الإنكار والإستخبار، فلما أفل الكوكب قال لا أحب الآفلين، لأن الأفول من صفات المحدث لا من صفات القديم.
(فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي (على الإنكار والإستخبار، (فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (.
فلما أصبح (رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر (من الزهرة والقمر على الإنكار والإستخبار، لا على الإقرار والإخبار..
(فلما أفلت (قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس (يا قوم إني بريء مما تشركون، إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (.
وإنما أراد إبراهيم بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم، ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس، وإنما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض. وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله عز وجل وآتاه، كما قال عز وجل (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه (، فقال المأمون: لله درك يا ابن رسول الله (1).
10 - إن قوله تعالى: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون