يقصد أن معاوية يريد تكثير إخوته أولاد أبي سفيان، في مقابل بني مروان!
وفي أعلام الزركلي: 3 / 305، أن عبد الرحمن هذا (كان حاضرا عند يزيد بن معاوية لما جئ إليه برأس الحسين ورآه عبد الرحمن، فبكى وقال من أبيات:
سمية أمسى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل!
فشتمه يزيد وأسكته)!! انتهى.
وقد وقع استلحاق زياد سنة 44 هجرية (تاريخ دمشق: 19 / 172) وفيه قصص ونوادر! وقد أبطل العباسيون نسب آل زياد في بني أمية وردوهم إلى نسبهم إلى عبيد غلام ثقيف، وصدر بذلك مرسوم من حاكم البصرة (الطبري: 6 / 364. راجع أيضا: الطبري: 4 / 235، وتاريخ دمشق: 34 / 314، النهاية: 8 / 103، وغيرها).
وقد اعترف معاوية لعائشة أنه إنما فعل ذلك تنفيذا لرغبة أبي سفيان! قال: (يا أم المؤمنين... وأما زياد فإن أبي عهد إلي فيه). (شرح الأخبار: 2 / 172).
وكان معاوية يعرف قول النبي (صلى الله عليه وآله) جيدا: الولد للفراش وللعاهر الحجر! فعندما ادعى نصر بن الحجاج أن عبد الله بن رباح مولى عبد الرحمن بن خالد، أخوه لقول أبيه إنه زنى بأمه، فاختصموا ورفعوا أمرهم إلى معاوية: (أعد لهم معاوية حجرا تحت بعض فرشه فألقاه إليهم! فقالوا له: نسوغ لك ما فعلت في زياد ولا تسوغ لنا ما فعلنا في صاحبنا؟! فقال: قضاء رسول الله خير لكم من قضاء معاوية)! (الطبري: 6 / 365، والفتح: 12 / 33، وأبو يعلى: 13 / 383، وتاريخ دمشق: 37 / 428، وغيرها).
هذا، وقد استفاد زياد من بنود صلح معاوية مع الإمام الحسن (عليه السلام)، لكن استلحاق معاوية له كان وبالا عليه! فقد نفذ معاوية به سياساته الدموية وقتل بيده ألوفا مؤلفة من خيار الأمة، ثم لما رآه طمع أن يكون ولي عهده بدل يزيد لم يتردد في قتله، كما تقدم في المجلد الثاني!
* *