أنصف الحسين من حقه حتى رضي). انتهى.
وواضح من كلام الإمام الحسن (عليه السلام) أن معاوية كان هو الطرف في القضية وأن الإمام (عليه السلام) هدده بحلف الفضول وبلغه ذلك ابن الزبير. (راجع: شرح النهج: 15 / 226, والنهاية: 2 / 357، والأغاني: 17 / 298، وتذكرة ابن حمدون / 610، وتاريخ دمشق: 63 / 210).
* * ومن ذلك استغلال معاوية الظرف وعرضه أن يشتري منه أكبر بساتين أوقاف علي (عليه السلام)! ففي الإصابة: 7 / 343: (إن الحسين احتاج لأجل دين عليه، فبلغ ذلك معاوية فدفع له في عين أبي نيزر مائة ألف فأبى أن يبيعها وأمضى وقفها).
وفي الأربعين البلدانية لابن عساكر: 4 / 176: (فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فأبى أن يبيع وقال: إنما تصدق بهما أبي ليقي الله وجهه حر النار ولست بائعهما بشئ). (وكذا في معجم البلدان: 4 / 176، ومعجم ما استعجم: 2 / 656).
وهذا يدل على وسعة مالية الأئمة (عليه السلام) التي رتبها النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي والزهراء (عليهما السلام)، وعن اغتنام معاوية الفرصة لتضعيفها.
ولا مجال لتفصيل تكوين ماليتهم (عليهم السلام) فنكتفي بالقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما علم أن الأمة ستغدر بأهل بيته (عليهم السلام) وتقصيهم عن خلافته وتحرمهم مما فرض الله لهم من مالية، رتب لهم مالية من عطاءاته وأوقافه، وكانت فدكا وسبعة بساتين.
ثم استطاع علي (عليه السلام) بعلمه بالأرض والمياه الجوفية أن يستنبط عددا كبيرا من العيون في مناطق مختلفة، وجعلها صدقات بيد الحسن والحسين (عليهما السلام) خاصة.
قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة: 1 / 221: (لما أشرف علي رضي الله عنه على ينبع فنظر إلى جبالها قال: لقد وضعت على نقي من الماء عظيم). وعدد ابن شبة العيون التي استنبطها والبساتين التي أنشأها حولها فقال: (وكانت أموال علي رضي الله عنه عيونا متفرقة بينبع منها عين يقال لها (عين البحير) وعين يقال لها (عين أبي