تحت ابن عمها عبد الله بن سلام القريشي وكان له منزلة عند معاوية، وقد استعمله بالعراق، وقد امتلأ معاوية هما وغما بأمر يزيد، فأخذ في الحيلة والنظر فيما يجمع بينهما حتى يرضى يزيد، فاستدعى زوجها من العراق عجلا يبشره بأمر له فيه كامل الخط، فلما أنزله منزلا حسنا ثم دعا معاوية أبا هريرة وأبا الدرداء وكانا بالشام فقال لهما: إني قد بلغت لي ابنة أردت نكاحها ليقتدى بي من بعدي فإني أخاف أن يعضل الأمراء بعدي نساءهم، وقد رضيت لها عبد الله بن سلام لدينه وفضله وأدبه فاذكرا ذلك عني، وإني كنت جعلت لها الشورى في نفسها غير أني أرجو أن لا تخرج من رأيي، فخرجا إلى عبد الله بن سلام وأعلماه بما قاله معاوية فسر به وفرح وحمد الله ودعا لمعاوية، ثم بعثهما إلى معاوية خاطبين عليه فلما قدما قال لهما معاوية: إنكما تعلمان رضاي بذلك فأدخلا عليها وأعرضا عليها ما رضيت لها فدخلا وأعلماها بكل ما جرى، وكان معاوية قد لقنها ما يريد أن تجيب به فقالت: عبد الله بن سلام كفؤ كريم وقريب حميم، غير أنه تحته أرينب بنت إسحاق وأنا خائفة أن تعرض لي غيرة النساء فأتولى منه ما يسخط الله، ولست بفاعله حتى يفارقها! فأخبرا عبد الله بن سلام بالأمر ففارق زوجته وأشهدهما على طلاقها فأظهر معاوية كراهيته طلاقها وقال: لا أستحسنه ولو صبر ولم يعجل كان أمره إلى مصيره، فانصرفا في عافية ثم عودا لتأخذا رضاها ثم أخبر يزيد بما كان من طلاق أرينب، ثم عادا إلى معاوية فأمرهما بالدخول إليها ليسألاها فدخلا عليها وأعلماها بطلاق أرينب طلبا لمسرتها فقالت: إنه في قريش لرفيع وإن الزواج هزله جد والأناة في الأمور أوفق، وإني سائلة عنه حتى أعرف دخيلة خبره ومستخيرة فيه ومعلمتكما بخيرة الله. ثم انصرفا وأعلما عبد الله بن سلام فقال: فإن يك صدر هذا اليوم ولى * فإن غدا لناظره قريب
(٣٧٦)