ويظهر أن معاوية أمر ابن أخيه والي المدينة بذلك! فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق: 63 / 210: (تنازع الحسين بن علي والوليد بن عتبة بن أبي سفيان في أرض والوليد يومئذ أمير على المدينة، فبينا حسين ينازعه إذ تناول عمامة الوليد عن رأسه فجذبها! فقال مروان بن الحكم وكان حاضرا: إنا لله ما رأيت كاليوم جرأة رجل على أميره! قال الوليد: ليس ذاك بك، ولكنك حسدتني على حلمي عنه! فقال حسين: الأرض لك اشهدوا أنها له). انتهى.
لكن روينا أن الوالي الأموي اعترف بأن الأرض كانت للحسين (عليه السلام) فأراد أن يغصبها، ففي مناقب آل أبي طالب: 3 / 224: (فقال الوليد: والله ما قلت هذا غضبا لي ولكنك حسدتني على حلمي عنه، وإنما كانت الضيعة له! فقال الحسين (عليه السلام): الضيعة لك يا وليد وقام). انتهى.
* * وقد روت المصادر نزاعا آخر أشد من هذا حول ضيعة كانت للحسين (عليه السلام) في وادي القرى فطمع بها معاوية لابن أخيه الوليد، ففي سيرة ابن هشام: 1 / 87: (كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والوليد يومئذ أمير على المدينة أمره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان، منازعة في مال كان بينهما بذي المروة، فكأن الوليد تحامل على الحسين رضي الله عنه في حقه لسلطانه، فقال له الحسين: أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله ثم لأدعون بحلف الفضول. قال فقال عبد الله بن الزبير وهو عند الوليد حين قال الحسين ما قال: وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا. قال: فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك، وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي فقال مثل ذلك، فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة