تعالى منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين.
وقال الحسين (عليه السلام): والله لولا عهد الحسن إلي بحقن الدماء وأن لا أهريق في أمره محجمة دم، لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها، وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا!
ومضوا بالحسن (عليه السلام) فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها وأسكنها جنات النعيم). (وروضة الواعظين / 167، والمستجاد / 147، وإعلام الورى: 1 / 414 وفيه: زياد المحاربي والصحيح المخارقي).
والثانية، رواها الطوسي في أماليه / 158، بأكثر من طريق عن ابن عباس، قال: (دخل الحسين بن علي على أخيه الحسن بن علي في مرضه الذي توفي فيه فقال له: كيف تجدك يا أخي؟ قال: أجدني في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، واعلم أني لا أسبق أجلي، وأني وارد على أبي وجدي، على كره مني لفراقك وفراق إخوتك وفراق الأحبة، وأستغفر الله من مقالتي هذه وأتوب إليه، بل على محبة مني للقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولقاء فاطمة وحمزة وجعفر، وفي الله عز وجل خلف من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة ودرك من كل ما فات. رأيت يا أخي كبدي آنفا في الطست، ولقد عرفت من دهاني ومن أين أتيت، فما أنت صانع به يا أخي؟ فقال الحسين: أقتله والله. قال: فلا أخبرك به أبدا حتى نلقى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولكن اكتب: هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن علي، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك ولا ولي له من الذل، وأنه خلق كل شئ فقدره تقديرا، وأنه أولى من عبد وأحق من حمد من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى ومن تاب إليه اهتدى.