(وأما القسامة) فهي الأيمان تقسم على جماعة يحلفونها كما في الصحاح. أو الجماعة الذين يحلفونها كما في القاموس، ولا يبعد صدقها عليهما كما عن المصباح، وعن غير واحد أنها لغة اسم للأولياء الذين يحلفون على دعوى الدم، وفي لسان الفقهاء اسم للأيمان، وعلى التقديرين هي اسم أقيم مقام المصدر، يقال: أقسم إقساما وقسامة، وهي الاسم له، يقال: أكرم إكراما وكرامة، ولا اختصاص لها بأيمان الدماء لغة، ولكن الفقهاء خصوها بها.
وصورتها أن يوجد قتيل في موضع لا يعرف من قتله ولا تقوم عليه بينة ويدعي الولي على واحد أو جماعة ويقترن بالواقعة ما يشعر بصدق الولي في دعواه فيحلف على ما يدعيه، ويحكم له بما ستعرف إن شاء الله، وعن ابن الأثير أن القسامة جاهلية وأقرها الاسلام، وقيل: ربما يظهر من أخبارنا (1) أنها من وضع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وستسمع الخبر (2) المشتمل على لفظ (من قبل) المحتمل قراءته على وجهين، ولكن لا فائدة في ذلك.
وكيف كان (فيستدعي البحث عنها مقاصد):
(الأول في اللوث:) وهو لغة القوة أو من التلوث، وهو التلطخ، وعلى كل حال فهو مناسب لما تسمعه من المراد به هنا في لسان الفقهاء وإن لم نجده في شئ مما وصل إلينا من النصوص، إلا أنه لا ريب في اعتباره عندنا فيها.
من غير فرق بين النفس والأعضاء وإن حكى عن الشيخ في المبسوط