معصية الله غير جائزة لمن دعوه إلى خدمتهم والعمل لهم وعونهم ولا القبول منهم وهذا قول لا ينفك من خالفنا في الإمامة من الشهادة على الأئمة الذين ينتحل (1) قولهم ويقتدى بهم بالظلم والعدوان واستحلال دماء المسلمين وأموالهم بغير الحق وإباحة الفروج بالعدوان والظم لأنهم يقبلون القضاء الذي يبيحون به هذه الأمور كلها ولا يرون أن يبيحها الا مطلق اليد في النظر قد أطلقه من يجوز له ذلك باطلاقه إياه وهم يقبلون ذلك ممن يعلمون فسقه وظلمه وسوء حاله وممن لو شهد عندهم في درهم لما رأوا أن يجيزوا شهادته وكفاهم بهذا خزية و نكالا (2) وكفى بالمقتدين بهم جهلا وضلالا ولقد بلغنا أن حاكما لبعض قضاة إفريقية قرئ عليه كتاب ليشهد بما فيه وحضر الشهود فلما قرأ القارئ هذا الكتاب من القاضي فلان بن فلان تبسم بعض من حضر من أصحاب ذلك القاضي ورآه القاضي فخلا به بعد ذلك وقال لم تبسمت عند قراءة الكتاب هل سمعت فيه شيئا تنكره (3) قال أكبر شئ قال وما هو قال قولك من القاضي قال وما أنكرت من ذلك قال ومن استقضاك قال الأمير إبراهيم بن أحمد قال فلو شهد عند أكنت تقبل شهادته قال لا قال فمن أين لك أن تكون قاضيا فأفحمه (4) ولم يحر (5) جوابا.
(21) تهذيب 223 ج 6 - الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ربما كان بين الرجلين من أصحابنا المنازعة في الشئ فيتراضيان برجل منا فقال ليس هو ذلك انما هو الذي يجبر الناس على حكمه بالسيف والسوط (يعنى ليس الذي يتراضيان به من قضاة الجور، والممنوع من القضاء من