وانما تختلف القضاة لاكتفاء كل امرئ منهم برأيه دون الامام فإذا اختلف قاضيان فليس لهما ان يقيما على اختلافهما في الحكم دون رفع ما اختلفا فيه من ذلك إلى الامام وكل ما اختلف فيه الناس فمردود اليه ولا قوة الا بالله.
(25) دعائم الاسلام 534 ج 2 - عن علي عليه السلام انه كتب إلى رفاعة لما استقضاه على الأهواز كتابا كان فيه ذر المطامع وخالف الهوى وزين العلم بسمت صالح نعم عون الدين الصبر لو كان الصبر رجلا لكان رجلا صالحا وإياك والملالة فإنها من السخف والنذالة لا تحضر مجلسك من لا يشبهك وتخير لوردك اقض بالظاهر وفوض إلى العالم الباطن دع عنك أظن وأحسب وأرى ليس في الدين اشكال لا تمار سفيها ولا فقيها اما الفقيه فيحرمك خيره وأما السفيه فيحزنك شره لا تجادل أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن بالكتاب والسنة لا تعود نفسك الضحك فإنه يذهب بالبهاء ويجرى الخصوم على الاعتداء إياك وقبول التحف من الخصوم وحاذر الدخلة من ائتمن امرأة حمقاء ومن شاورها فقبل منها ندم احذر من دمعة المؤمن فإنها تقصف من دمعها (1) وتطفئ بحور النيران عن صاحبها لا تنبز الخصوم ولا تنهر السائل ولا تجالس في مجلس القضاء غير فقيه ولا تشاور في الفتيا فإنما المشورة في الحرب ومصالح العاجل والدين ليس هو بالرأي انما هو الاتباع لا تضيع الفرائص وتتكل على النوافل أحسن إلى من أساء إليك واعف عمن ظلمك وادع لمن نصرك وأعط من حرمك وتواضع لمن أعطاك واشكر الله على ما أولاك وأحمده على ما أبلاك العلم ثلاثة: آية محكمة وسنة متبعة وفريضة عادلة وملاكهن أمرنا.