دائما كلام تضليل، وفعله يحتمل دائما أن تكون له طبيعة سيئة، وخلفيات شائنة؟!
ولماذا إذن يقيم الدنيا ثم لا يقعدها على منتقدي مقولاته التي هي صريحة في خلاف الحق. ولماذا يتهمهم بالعقدة تارة، وبالتغفيل أخرى، وبالوقوع تحت تأثير المخابرات ثالثة، وبعدم الدين والتقوى رابعة وما إلى ذلك؟
9 - على أن هذا الكلام يستبطن أن لا يبقى هناك حق يعرف أو يؤخذ به من أحد من الناس.. كما أنه لا يبقى معنى لتشريع العقوبات ولا لوضع المثوبات. وأن كل ما يقال أو يفعل ترد فيه الاحتمالات المثبتة والنافية، وتدخله الشبهات، فلا مجال للاحتجاج به، أو له أو عليه..
ولم يكن أيضا معنى للجهاد، لعدم إمكان قطع العذر، وإقامة الحجة. ولا معنى للحد والقصاص لأن الحدود تدرأ بالشبهات لأن كل دليل يستدل به على تشريع شيء لا يملك روحا تحميه من الاحتمال الآخر.
10 - وإذا انجر الكلام إلى هذا الحد، فإنه لا حرج إذا قيل: إن هذا معناه أن تنتفي الفائدة من بعثة الأنبياء والرسل، ومن تشريع الشرائع والأحكام.. ما دام أنه ليس ثمة من سبيل لنيلها، ولا وسيلة للوصول إليها!!!
11 - ثم ما معنى قوله:
" لم يكن كل المسلمين قادرين على لقاء النبي (ص)، فبقيت الخلافات تتحرك في وعي هؤلاء وأولئك على أنها الإسلام "؟!
هل يريد أن يقول: إن الذين اختلفوا لم يروا رسول الله (ص) ليسمعوا منه ما يزيل خلافاتهم؟!
إذا كان هذا هو المقصود فإننا نقول له: إن الاختلاف في معظمه لم يكن بين من لم يكونوا قادرين على رؤية الرسول.. بل كان في معظمه بين من رأوا الرسول (ص) وعاشوا معه، وسمعوا أقواله وكانوا قادرين على الرجوع إليه فيما شجر بينهم.
12 - وحتى لو رجعوا إلى الرسول فإنه - على حسب قول هذا البعض - لن يكون (ص) قادرا على حسم مادة النزاع، لأن كل كلام سيقوله لهم لا يملك روحا مطلقة، تحميه من الاحتمال الآخر. وكذلك الحال بالنسبة لما يمارسه من فعل توجيهي وتعليمي. وسيبقى الحرج في أنفسهم مما يقضيه، ولا يبقى معنى ولا