(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم، تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ((1).
ويقول الله سبحانه:
(والذين اهتدوا زادهم هدى، وآتاهم تقواهم ((2).
فالهداية بالإيمان وزيادة الهدى، من قبل الله سبحانه - كسائر التوفيقات والتسديدات الإلهية -، إنما هما عمل غيبي، وتصرف إلهي.
وعن الإمام الباقر (ع):
(من عمل بما يعلم علمه الله ما لم يعلم) (3).
ولكن شرط أن تتوفر النية الصادقة لقبول هذا الإيمان، وعدم المقاومة له بتمحل المعاذير.
5 - على أن التعليم لا ينحصر بالكلمة وبالفعل الذي ترد فيه الاحتمالات. بل إن اجتراح المعجزات القاطعة الدلالة هو الآخر ينتهي بالناس إلى العلم، ويضطرهم إليه، بحيث تصبح حجتهم داحضة. ولا يجدون ثمة أي مهرب.
6 - على أن هناك هداية فطرية كالهداية للتوحيد، ولكثير من الأمور التي تدركها الفطرة، وهداية تكوينية وهداية عقلية.. فلا تنحصر سبل الهداية بالقول وبالفعل..
7 - قد جعل هذا البعض اختلاف المسلمين في زمن النبي ناشئا عن أن الكلمة والفعل لا تملك روحا مطلقة تحميها من الاحتمال الآخر..
فهل يريد بذلك أن يعذر الذين اغتصبوا الخلافة من أمير المؤمنين، واعتدوا على مقام سيدة النساء؟! وضربوها وأخذوا فدكا.. وما إلى ذلك؟!
باعتبار أن الكلام الذي ألقي إليهم، قرآنا كان أو توجيها نبويا، لا يملك روحا مطلقة تحميه من الاحتمال الآخر!!
8 - ولنا أن نلزم هذا البعض بما ألزم به نفسه، فهل يقبل بأن نقول له: إن كلامه وفعله لا يملك روحا مطلقة تحميه من الاحتمالات الأخرى. فكلامه يحتمل أن يكون