بشكل غير عادي لمصلحة شخص معين؟ فلعله كان يعتقد أنه تعالى يفعل ذلك، لكنه أراد بسؤاله أن يعرف إن كانت حالته ستكون هي الأخرى من بين مفردات ذلك أم لا..
ومن الواضح: أن زكريا (ع) كان يعرف أن ولادة إسماعيل (ع) كانت بعد شيخوخة أبيه إبراهيم.
وكان يعرف أيضا أن النار كانت بردا وسلاما على إبراهيم، حينما ألقي إبراهيم فيها.
ويعرف أيضا ما جرى لمريم (ع)، وهي ترى المعجزات حين حملها بعيسى (ع) وولادتها له، كتساقط الرطب الجني عليها في غير أوانه.. وأوضح من هذا كله أنه عليه السلام كان كلما دخل على مريم المحراب (وجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا، قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة).
.. وهو نفسه يعرف قصة يونس والحوت، ويعرف ما جرى لأهل الكهف، وغير ذلك مما لا يكاد يحصى..
4 - وأما قوله: إنه كان يعتقد باستحالة أن يولد له، ثم قوله: إنه ربما كان يتصور أن دعاءه بالولد كان يدخل في نطاق التمنيات.. من دون أن يكون له طمع كبير في حصولها. ثم قوله: إن زكريا كان يعتقد: أن الله قد جعل الحياة كلها خاضعة للسنن الكونية في وجود الأشياء وفي حركتها العامة والخاصة.
إن ذلك كله يرد عليه: أن من يعتقد ذلك لا يمكن أن يكون له أدنى طمع في استجابة دعائه. فما معنى ذلك الدعاء إذن؟ وما هو المبرر لتلك التمنيات التي تصبح مجرد خيالات لا مورد لها من نبي يفترض فيه أن يفكر فيما ينفع ويجدي؟.
5 - لا نعرف المبرر لأن يكون زكريا (ع) " لا يعتقد أن الله يتدخل في الأمور بشكل غير عادي لمصلحة شخص معين، بعد أن جعل الحياة كلها خاضعة للسنن الكونية في وجود الأشياء وفي حركتها العامة والخاصة ".
ومن قال إن ما حصل له كان منافيا للسنن الكونية؟!.
فهل كان زكريا يجهل كل تلك التدخلات الغيبية في الشؤون العامة