وهل يعقل أن لا يخطر له على بال أبدا طيلة سنين، وسنين أن له أبا وأما، وأن له إخوة وأنهم قريبون منه.. وأنهم هم الذين أوقعوه بالمصائب، والبلايا؟!.
ألم يمر في وهمه أي خاطر من هذا القبيل ولو حين يأوي إلى فراشه فيدفعه ذلك إلى السؤال عن منطقتهم، وعن أحوالهم، وعن مصيرهم؟! إن ذلك لغريب حقا، وأي غريب!!
إننا نبادر إلى القول بأن يوسف الذي هو نبي اصطفاه الله لا يمكن أن ينسى مسؤوليته الشرعية تجاه أبويه على الأقل، ولزوم التعرف على أخبارهما، لأداء واجب البر بهما وصلة رحمهما، التي هي من الواجبات..
وإن ما جرى لم يكن يجري في صراط النسيان والغفلة - وحاشاه من ذلك وهو نبي الله سبحانه - ثم التذكر حين مواجهة الصدمة (!!) على حد تعبير البعض بل كانت الأمور تجري في نطاق الخطة الإلهية، والرعاية الربانية لأنبيائه ورسله، وتسديدهم فيما يعملون له من نشر راية الحق والهدى، والفلاح والصلاح بنجاح. وهكذا كان..