4 - ما معنى قول أبناء يعقوب له: (تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا (أليس معنى الحرض هو (الإشراف على الهلاك قريبا من الموت) حسب تفسير هذا البعض نفسه، ثم قولهم له: (أو تكون من الهالكين (.
ألا يدل ذلك على أن حزن يعقوب كان ظاهرا قويا، وليس هادئا، ولا محبوسا في داخل نفسه - حسبما يدعيه هذا البعض -.
وهل ثمة من جزع أكبر من أن يشرف الإنسان على الهلاك من شدة الحزن، أو أن يهلك بالفعل بسبب ذلك؟!
وإذا كان يعقوب قد حزن على يوسف إلى درجة العمى، أو حتى اشرف على الهلاك، فما بال البعض ما فتئ يقبح الجزع على الإمام الحسين (عليه السلام) رغم ورود الرواية الصحيحة - عن أهل بيت العصمة في أنه لا محذور فيه؟ !
ولماذا يعتبر أن مظاهر الحزن واللطم في عاشوراء غير حضارية ولا واعية؟! بل هي من مظاهر التخلف، ومن دواعي السقوط، كما أن بعض مفرداتها محرمة لأنها بنظره من مصاديق الإضرار بالنفس؟.
5 - ما معنى قول هذا البعض عن يعقوب: مجيبا على سؤال: كيف يجزع يعقوب، وهو نبي؟!
" إنه لم يفعل أي شيء يؤذي جسده، ولكن كان يعيش الحزن الهادئ حتى ابيضت عيناه من البكاء، كنتيجة طبيعية للعوارض التي أوجبت فقدان بصره ".
فهل إن البكاء الذي صدر من يعقوب لا يدخل في دائرة الفعل أصلا أم أنه فعل لكنه لم يكن من فعل يعقوب؟!
وإذا كان العمى قد نشأ عن البكاء الذي هو من فعل يعقوب، فكيف يقول: إنه لم يفعل أي شيء يؤذي جسده؟! وهل العمى بسبب البكاء لا يعد أذى للجسد؟!
ألم يكن العمى نتيجة لفعل البكاء؟
وكيف يمكن الجمع بين قوله:
" إن العمى كان نتيجة العوارض الطبيعية "