2 - ما معنى تصويره لحالة يوسف حينما رأى إخوته، فعرفهم وهم له منكرون.. على أنها كانت بمثابة الصدمة له؟!! وهل يصح استعمال أمثال هذه التعابير في حق أنبياء الله سبحانه؟!
3 - من أين استنبط هذا الحدث حتى أخبر عنه على أنه حقيقة واقعة؟! ومن أين عرف أن ملامحهم لم يحدث فيها تغيير يذكر؟ وما هو الدليل القطعي الذي يثبت له ذلك؟! أو فقل: ما هي الأخبار المتواترة أو غير المتواترة التي تثبت هذا؟
4 - إننا نعتقد أن يوسف الذي كان يعيش آفاق النبوة لا يمكن أن ينشغل عن أهله، وأن ينساهم مهما طال الزمن، خصوصا بالنسبة لأبيه النبي العظيم (1) الذي يرتبط به روحيا وإيمانيا، - قبل أن يرتبط به جسديا - وبصورة أعمق وأوثق من أي رباط آخر بنحو يتناسب مع الآفاق التي يعيشها الأنبياء، والمسؤوليات التي يحملونها.
كما أن يعقوب لا يمكن أن ينسى ولده لنفس السبب الذي أشرنا إليه، وقد طال حزنه عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن. وقد صرح القرآن بأنه لم يكف عن ذكر يوسف طيلة تلك المدة، حتى قال له أبناؤه: تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين.. فمن كانت هذه حاله كيف يقال: إن أهله نسوه.. وإذا كان بعضهم يوشك أن ينساه فإن حزن يعقوب وبكاءه عليه يمنع من حدوث هذا النسيان.
5 - قد صرح هذا البعض:
" بأن يوسف قد عرف أسماء اخوته ومواقع بلادهم من خلال أسئلته التي وجهها لهم، فساهم ذلك في تذكره لهم ".
فهل يريد هذا البعض أن يقول: إن يوسف الذي أصبح على خزائن الأرض، وصار له هذا الشأن العظيم، إنما لم يستخدم موقعه ونفوذه، والوسائل المتوفرة لديه في السؤال عن أهله، ومعرفة أخبارهم، وكذلك لم يأت بهم من البدو بسبب النسيان الذي طرأ عليه بسبب ضغط الأحداث المتلاحقة؟!