(كل الجزع والبكاء مكروه سوى على الحسين) (1).
وقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال:
(إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا الخ..) (2).
وذلك يدل على أنهم عليهم السلام قد بكوا على الحسين حتى تقرحت جفونهم.. والقرح هو الجرح وذلك معناه أنهم عليهم السلام قد فعلوا أمرا قد نشأ عنه أمر لم يكن ليجوز لهم في الحالات العادية تماما كما بكى يعقوب على فراق يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن.
وفي زيارة الناحية المقدسة:
(ولأبكينك بدل الدموع دما).
وذلك يدل على جواز فعل ما يؤدي إلى مثل الجرح والعمى، فلا معنى للمنع من ضرب الرأس بما يدميه تفجعا على الحسين (عليه السلام)..
فإن عمى يعقوب وتقرح جفون الأئمة أعظم ضررا من إدماء الرأس أو اللطم على سيد الشهداء (عليه السلام).
وعن اللطم بالخصوص نجد الإمام الرضا عليه السلام لا يعترض على دعبل حينما أنشد قصيدته. وقد جاء فيها:
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشانا بشط فرات إذن للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات فلم يقل له إن فاطمة لا تفعل ذلك، لأنه حرام. بل نجده - كما تذكر بعض الروايات - قد زاد له بيتين في قصيدته يؤكد أن الحزن العظيم والمستمر إلى يوم القيامة عليه هو عليه السلام. والبيتان هما:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة الحت على الأحشاء بالزفرات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم والكربات