دعوة للذبح، وهنا دعوة للنجاة.. هناك امتثال وطاعة، وهنا رفض وتمرد.. ماذا نستوحي من ذلك؟..
فأجاب:
" إن أبناء الأنبياء والأوصياء والعلماء هم بشر كبقية البشر يتأثرون بالأجواء الإيجابية كما يتأثرون بالأجواء السلبية.. وقد يعيشون في ساحة الصراع عندما تتدافع العوامل الإيجابية والسلبية لتكسب هذا الإنسان أو ذاك، بحيث يعيش في صراع داخلي من خلال الصراع الخارجي بما فيه من مؤثرات وإيحاءات، وعلى هذا الأساس فليس من الضروري أن يكون ابن النبي صالحا، أو أن يكون ابن الوصي أو العالم أو المجاهد مثله، لأن الأب يمثل جزءا من البيئة وهو واحد من العوامل الكثيرة التي تؤثر في شخصيته، وقد يعيش جو الأب نوعا من الاهتزاز، والضعف الذي قد لا يستطيع فيه أن يترك التأثير الكبير على عائلته بفعل العوامل المضادة الأخرى أو بفعل الضغط على مواقع حركته، إنها قد تكون مشكلة الكثيرين من الدعاة سواء كانوا أنبياء أو أوصياء أو علماء وذلك أن ضغط الدعوة في تعقيداتها وتحدياتها ومشاكلها قد يشغل الإنسان عن بيته بحيث يعيش منفتحا على العالم ومنغلقا عن أهله من خلال طبيعة ما يفرضه هذا الانفتاح من ابتعاد عن مواقعه الذاتية باعتبار أن أهله يمثلون أحد هذه المواقع.
ومما يجدر بالذكر أن المجتمع المنحرف قد يأخذ من النبي أهله دون مقاومة على اعتبار أن مسألة المقاومة كانت موجهة للمجتمع الكبير، وربما تكون المسألة أن القوى المضادة تملك من القوى المادية والتحدي ما لا تستطيع العناصر الرسالية أن تصمد أمامها بفعل الظروف الطبيعية الطارئة بحيث لا يصمد الرسول في حركته أمام هذه القوى الكبيرة لأن الرسول، أي رسول كان، لا يملك كل الوسائل، وإنما يملك بعض الوسائل المنطلقة من معطيات قدراته الذاتية فعالم الرسالة ليس هو عالم الغيب، وإنما عالم القدرة البشرية التي يطل الغيب عليها في بعض مواقعها إلى حد معين، وقد لا يطل عليها بالكامل بالمعنى الحركي لهذه الإطلالة.
وفي هذا الجو يتحول المجتمع إلى قوة ضاغطة حتى على بيت النبي أو بيت الوصي أو بيت العالم، على اعتبار أنه يملك من عناصر الضغط ما يستطيع معه أن يجتذب جوانب الانحراف لدى هؤلاء بالمستوى الذي يمكن أن يهزم فيه الحركة الرسالية، وقد يبتلى بعض الأنبياء أو العلماء أو الأولياء بزوجات تقف في الموقف المضاد من حركة الرسالة بحيث إنها تقف ضد حركة النبي، وهذا ما