(ولا يبدأون) أي الكفار مطلقا بالقتال (إلا بعد الدعوة) لهم (إلى الاسلام) وإظهار الشهادتين والاقرار بالتوحيد والعدل، والتزام جميع شرائع الاسلام (فإن امتنعوا) بعد ذلك (حل جهادهم) بغير خلاف، للنصوص.
منها المرتضوي: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى اليمن، فقال:
يا علي لا تقاتل أحدا حتى تدعوه، وأيم الله لئن يهدي الله تعالى على يديك خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولائه يا علي (1).
ولأن الغرض ادخالهم في الاسلام وإنما يتم بدعائهم إليه.
وفي المنتهى: ويستحب أن يكون الدعوة بما في النص كيف الدعوة إلى الدين؟ فقال: يقول بسم الله أدعوك إلى الله تعالى وإلى دينه وجماعة أمران:
أحدهما: معرفة الله تعالى، والآخر: العمل برضوانه، وأن معرفة الله أن يعرف بالوحدانية والرأفة والعزة والعلم والقدرة والعلو في كل شئ، وأنه الضار النافع القاهر لكل شئ، الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن ما جاء به الحق من عند الله وما سواه هو الباطل، فإذا أجابوا إلى ذلك، فلهم ما للمؤمنين، وعليهم ما على المؤمنين (2).
(ويختص بدعائهم) إلى ذلك (الإمام أو من يأمره) من سائر المسلمين، وظاهره كالتحرير (3) والمنتهى (4) وغيرهما تعينهما، فلو دعاهم