____________________
فإن قلت: فقد استعمل هذا الحرف في الدعاء، وقد علم أن الله تعالى لا يجوز عليه السهو ولا الغفلة ولا البعد، فإنه أقرب إلى الداعي من حبل الوريد.
قلت: قد استقر أنها بالاتساع صارت مؤذنة باهتمام المتكلم بالمقصود، والذي يأتي بعدها أعم من كون الساهي غافلا أو حاضرا، وإظهار الاهتمام بالحاجة من قبيل الضراعة والإلحاح المطلوب في الدعاء.
وقال الزمخشري: وقول الداعي في جواره يا رب ويا الله مع كونه أقرب إليه من حبل الوريد استقصار (1) منه لنفسه ، واستبعاد لها من مظان الزلفى، وهو إقناعي، لأن الداعي يقول في دعائه: يا قريبا غير بعيد، وربما قال: يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، فأين هذا من الانتصاب في مقام البعد (2)؟ انتهى كلام ابن المنير.
وأجيب عن تعقبه كلام الزمخشري بأن هذا الكلام من الداعي غير مناف لانتصابه في مقام البعد ولا بعيد منه، لأن المراد استقصار (3) نفسه واستبعادها مما يقربه إلى رضوان الله تعالى. انتهى.
والجملة في محل نصب على الحال من الضمير في قوله: «فقام إليك»، كأنه قال: فقام إليك ثم دعاك مناديا لك بقوله: يا أرحم الراحمين، وتقديمه النداء بهذا الوصف لأنه الأهم بالمقام، لاشتماله على صفة الرحمة التي لا تساويها رحمة، ولا تكون توبة ولا عفو ولا غفران ولا فضل ومن وإحسان إلا بعدها.
قلت: قد استقر أنها بالاتساع صارت مؤذنة باهتمام المتكلم بالمقصود، والذي يأتي بعدها أعم من كون الساهي غافلا أو حاضرا، وإظهار الاهتمام بالحاجة من قبيل الضراعة والإلحاح المطلوب في الدعاء.
وقال الزمخشري: وقول الداعي في جواره يا رب ويا الله مع كونه أقرب إليه من حبل الوريد استقصار (1) منه لنفسه ، واستبعاد لها من مظان الزلفى، وهو إقناعي، لأن الداعي يقول في دعائه: يا قريبا غير بعيد، وربما قال: يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، فأين هذا من الانتصاب في مقام البعد (2)؟ انتهى كلام ابن المنير.
وأجيب عن تعقبه كلام الزمخشري بأن هذا الكلام من الداعي غير مناف لانتصابه في مقام البعد ولا بعيد منه، لأن المراد استقصار (3) نفسه واستبعادها مما يقربه إلى رضوان الله تعالى. انتهى.
والجملة في محل نصب على الحال من الضمير في قوله: «فقام إليك»، كأنه قال: فقام إليك ثم دعاك مناديا لك بقوله: يا أرحم الراحمين، وتقديمه النداء بهذا الوصف لأنه الأهم بالمقام، لاشتماله على صفة الرحمة التي لا تساويها رحمة، ولا تكون توبة ولا عفو ولا غفران ولا فضل ومن وإحسان إلا بعدها.