____________________
يدل على ذلك قول الشيخ الرئيس في القانون: قد تكون الرعشة في اليدين دون الرجلين، لأن الروح المحرك في أسافل البدن أقوى وأشد، لحاجة تلك الأعضاء إلى مثله، فلا تنفعل عن الأسباب التي ليست بقوية جدا انفعالا شديدا، وإن انفعلت الآلة قوى على نهزها، واليد ليست كذلك (1) انتهى.
فانظر أيها المتأمل إلى ملاحظته عليه السلام في هذه العبارة لهذه النكتة الدقيقة، التي لا يطلع عليها ولا يفطن لها إلا من اطلع على دقائق الطب وأسراره، وكشف عن خفي مسائله حجب أستاره. وهو عليه السلام مع ذلك متوجه إلى خطاب ربه ومتبتل باعتراف ذنبه، وهو المقام الذي تذهل فيه العقول والأفهام وترجف عنده القلوب والأقدام، تعلم أن مثل ذلك ليس إلا عن فيض رباني وإمداد سبحاني.
وكم في مطاوي كلامه عليه السلام من نكت وأسرار لا يدركها إلا من انفتح له بصر الهدى وانقشعت عنه سحائب العمى، ففي كل معنى منه روض من المنى، وفي كل لفظ منه عقد من الدر. وفقنا الله تعالى للاطلاع عليها وهدانا بإرشاده إليها.
وغرق الشيء في الماء غرقا - من باب تعب -: رسب فيه فهو غرق وغارق أيضا، ويتعدى بالهمزة والتضعيف، فيقال: أغرقته وغرقته، ولما كانت كثرة الدموع تغطي وتستر الخدين كما يستر الماء الكثير الغريق عبر عن ذلك بالتغريق إيذانا بكثرتها ودوام ذرفانها.
فانظر أيها المتأمل إلى ملاحظته عليه السلام في هذه العبارة لهذه النكتة الدقيقة، التي لا يطلع عليها ولا يفطن لها إلا من اطلع على دقائق الطب وأسراره، وكشف عن خفي مسائله حجب أستاره. وهو عليه السلام مع ذلك متوجه إلى خطاب ربه ومتبتل باعتراف ذنبه، وهو المقام الذي تذهل فيه العقول والأفهام وترجف عنده القلوب والأقدام، تعلم أن مثل ذلك ليس إلا عن فيض رباني وإمداد سبحاني.
وكم في مطاوي كلامه عليه السلام من نكت وأسرار لا يدركها إلا من انفتح له بصر الهدى وانقشعت عنه سحائب العمى، ففي كل معنى منه روض من المنى، وفي كل لفظ منه عقد من الدر. وفقنا الله تعالى للاطلاع عليها وهدانا بإرشاده إليها.
وغرق الشيء في الماء غرقا - من باب تعب -: رسب فيه فهو غرق وغارق أيضا، ويتعدى بالهمزة والتضعيف، فيقال: أغرقته وغرقته، ولما كانت كثرة الدموع تغطي وتستر الخدين كما يستر الماء الكثير الغريق عبر عن ذلك بالتغريق إيذانا بكثرتها ودوام ذرفانها.