رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٢٨١

____________________
حيث قال: ولا تزاد في فاعل كفى التي بمعنى أجزأ وأغنى، ولا التي بمعنى وفى، والأولى متعدية لواحد، كقوله (قليل منك يكفيني)، والثانية متعدية لاثنين، كقوله تعالى: وكفى الله المؤمنين القتال (1). انتهى.
وصرح كل من مكي وأبي البقاء في إعرابه بأنها متعدية.
قال مكي: في قوله تعالى: وكفى بالله حسيبا أي: كفاك الله حسيبا، فالكاف المفعول محذوف، والباء زائدة، والجار والمجرور في موضع رفع فاعل كفى، والتقدير: كفاك الله حسيبا (2).
وجعلها أبو البقاء متعدية إلى مفعولين، فإنه قال: وكفى تتعدى إلى مفعولين وقد حذفناهما، والتقدير: وكفاك الله شرهم حال كونه حسيبا، ويجوز ذلك، والدليل عليه فسيكفيكهم الله (3). انتهى.
وعلى هذا فالتقدير في وكفى بك شهيدا و «كفيتني شهيدا» أو «وكفيتني شهادة غيرك»: حال كونك شهيدا.
ويحتمل أن يكون شهيدا تمييزا رافعا لإجمال النسبة.
وقال أبو حيان: كفى في هذا التركيب في معنى فعل غير متصرف وهو فعل التعجب، فمعنى قولك: كفى بزيد ناصرا، ما أكفى زيدا ناصرا، ولذلك لا يجوز تقديم التمييز عليه إجماعا لا يقال ناصرا كفى بزيد ولا شهيدا كفى بالله (4). انتهى.

(١) مغني اللبيب: ص ١٤٥.
(٢) مشكل إعراب القرآن: ج 1 ص 380 وفيه " شهيدا " بدل " حسيبا ".
(3) راجع روح المعاني: ج 4 ص 208 و 209.
(4) راجع الحدائق الندية: ص 229.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست