وأجاب الغزالي (*) (1): بأن النية سر لا يطلع عليه إلا الله تعالى، وعمل السر أفضل من عمل الظاهر.
وأجيب: بأن وجه تفضيل النية على العمل أنها تدوم إلى آخره، حقيقة أو حكما، وأجزاء العمل لا يتصور فيها الدوام، إنما تتصرم (2) شيئا فشيئا (3).
الفائدة الثالثة والعشرون تعتبر مقارنة النية لأول العمل، فما سبق منه لا يعتد به، وإن سبقت سميت (عزما)، وهو غير معتد به أيضا على الاطلاق، إلا على القول بجواز تقديم نية شهر رمضان عليه (4).
وقد اغتفرت المقارنة في الصيام فجاز تقدمها وتوسطها، كما جاز مقارنتها، وإن كان فعلها في النهار إنما جاز في مواضع الضرورة، كنسيان النية، أو عدم العلم بتعلق التكليف بذلك اليوم، أو عدم حصول