وقول الآخر:
يا ليتني مثلك في البياض * أبيض من أخت بني أباض (1) أي: أبيض من جملة أخت بني أباض ومن عشيرتها.
فان قلت: قضية هذا الكلام أن يكون في قوة قوله (2): النية من جملة عمله. والنية من أفعال القلوب فكيف تكون عملا، لأنه يختص بالعلاج.
قلت: جاز أن تسمى عملا، كما جاز أن تسمى فعلا. أو يكون إطلاق العمل عليها مجازا.
قلت: وقد أجيب أيضا: بأن المؤمن ينوي الأشياء من أبواب الخير نحو الصدقة، والصوم، والحج، ولعله يعجز عنها أو عن بعضها فيؤجر على ذلك، لأنه معقود النية عليه. وهذا الجواب منسوب إلى ابن دريد (*) (3).