بيعة المهاجرين والأنصار للإمام الحسن (عليه السلام) بعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) أفاقت الأمة على خسارتها التي لا تعوض، ووجدت نفسها تحتضن بحبات قلوبها بقية عترة نبيها (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام)، فبادرت إلى بيعة الإمام الحسن (عليه السلام) كبير السبطين، والإمام بنص جده وأبيه (عليهم السلام).
قال الطبري في تاريخه: 4 / 121: (ذكر بيعة الحسن بن علي. وفي هذه السنة أعني سنة أربعين بويع للحسن بن علي بالخلافة، وقيل إن أول من بايعه قيس بن سعد قال له: أبسط يدك أبايعك على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه وقتال المحلين فقال له الحسن: على كتاب الله وسنة نبيه فإن ذلك يأتي من وراء كل شرط، فبايعه وسكت، وبايعه الناس). انتهى.
وقال اليعقوبي: 2 / 214: (واجتمع الناس فبايعوا الحسن بن علي، وخرج الحسن بن علي إلى المسجد الجامع فخطب خطبة له طويلة، ودعا بعبد الرحمن بن ملجم فقال عبد الرحمن: ما الذي أمرك به أبوك؟ قال: أمرني ألا أقتل غير قاتله وأن أشبع بطنك وأنعم وطاءك، فإن عاش اقتص أو عفى، وإن مات ألحقنك به. فقال ابن ملجم: إن كان أبوك ليقول الحق ويقضي به في حال الغضب والرضى، فضربه الحسن بالسيف فالتقاه بيده فندرت، وقتله).
وفي مقاتل الطالبيين / 32: (خطب الحسن بعد وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: (قد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعمل. لقد كان يجاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيسبقه بنفسه، ولقد كان يوجهه برايته فيكنفه جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه. ولقد