ومن الضروري أن هذه أمر قابل للانتقال والتوريث، ويشهد له ما في «نهج البلاغة»: «أرى تراثي نهبا» (1).
فعليه تكون الولاية - أي كونه (أولى بالمؤمنين من أنفسهم) فيما يرجع إلى الحكومة والأمارة - منتقلة إلى الفقهاء.
نعم، ربما يقال: إن المراد ب «العلماء» الأئمة (عليهم السلام) (2)، كما ورد «نحن العلماء» (3).
وفيه ما لا يخفى; ضرورة أنه مع عدم القرينة، يكون لفظ «العلماء» ظاهرا في الفقهاء غير الأئمة (عليهم السلام)، فراجع ما ورد في العلماء والعالم والعلم.
مع أن قوله (عليه السلام) في صحيحة القداح: «من سلك طريقا يطلب فيه علما» لا ينطبق على الأئمة (عليهم السلام) بالضرورة، فهو قرينة على أنهم غير الأئمة (عليهم السلام).
كما أن قوله في ذيل رواية أبي البختري «فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا» لا ينطبق عليهم سلام الله عليهم بالضرورة.
فحينئذ يكون قوله (عليه السلام): «فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه; فإن فينا أهل البيت...» (4) إلى آخره، أمرا متوجها إلى العلماء; بأن علمهم لا بد وأن يؤخذ من معدن الرسالة، حتى يصير العالم بواسطته وارثا للأنبياء، وليس مطلق العلم كذلك، أو متوجها إلى الأمة بأن يأخذوا علمهم من ورثة الأنبياء; أي العلماء.