ونقول:
أولا: إن هذا الحديث حسبما يظهر من المصادر التي ذكرناها في الهامش مروي عن أهل السنة..
وحتى لو رواه الشيعة، فإننا لا يمكن أن نقبل ما ذكر فيه من أمور تنافي عقيدتنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث ذكر: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد حرك عليا (عليه السلام) أو حتى عمارا - رحمه الله - برجله.
فان ذلك ليس فقط يمثل إساءة لعلي (ع)، بل هو أيضا يمثل اتهاما صريحا للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه والعياذ بالله لا يلتزم قواعد الأدب الإلهي والإنساني في تعامله مع الناس..
أعاذنا الله من الزلل في القول، وفي العمل، إنه سميع مجيب.
ولأجل ذلك، فإنه لا يصح الاعتذار عن هذا الأمر، بأن النبي (صلى الله عليه وآله) إنما حرك عمارا برجله، وليس عليا..
إذ قد كان لعمار أيضا حقوق لا بد من مراعاتها، ولا معنى للتفريط بها، كما أن النبي الأعظم (ص)، وهو المطهر المعصوم المبعوث بمكارم الأخلاق، لم يكن ليرتكب أمرا من هذا القبيل يتنافى مع أبسط الآداب والأخلاق الإنسانية.
إلا إذا التزمنا هنا بوجود تحريف في الرواية، وأن الصحيح هو حركنا بقدمنا.
ثانيا: إن المراجع للروايات التاريخية، ولغيرها يجد أن هناك أمورا، وأحداثا ووقائع، وأقوالا لرسول الله لا يمكن للمؤرخين والمحدثين تجاهلها أو إهمالها، ولكنها لو نقلت للناس على وجهها الصحيح، لألزمتهم بمواقف وأساليب عمل، واعتقادات وارتباطات، وما إلى ذلك.. تختلف تماما عما يمارسونه بالفعل، ولتبدلت مفاهيم، وتغيرت هياكل وأطر فكرية كثيرة..
فكان أن مارس الذين يهمهم توجيه الناس في اتجاهات معينة، في نقلهم لذلك كله نوعا من التصرفات في نقل الحدث، تحفظ لهم مسارهم الذي