عملية تتصل بحركة هذا الشخص في الحياة، على حد تعابير هذا البعض.
وذلك يعني: أنه لولا أن فاطمة (عليها السلام) قد عالجت هذا الفراغ الذي كان يعاني - أو يشكو منه النبي (صلى الله عليه وآله) على حد تعبيره.. فمن الممكن أن يؤثر هذا الفراغ العاطفي الذي عاشه النبي (صلى الله عليه وآله) على حد تعبير هذا البعض في طفولته على طريقته في الحياة، وفي علاقاته، وفي كل حركة العمل، لأن هذا الأمر ليس مجرد حركة عاطفية تتصل بالشخص، ولكنه حركة عملية تتصل بحركة النبي (صلى الله عليه وآله) في الحياة.
هذا، ونتمنى على القارئ الكريم أن لا يكتفي بما ذكرناه هنا عن مراجعة ما ذكرناه حول هذا الموضوع في الموضع الآخر.
2 - وأما ما ذكره من أمر الستار والقلادة فنحن نجل سيدة النساء عن ذلك، ونقول:
أولا: قد ذكر في نص آخر: أن هذه القضية إنما كانت للنبي (ص) مع بعض زوجاته (1). وقد أشار إلى ذلك الإمام علي عليه السلام، كما ورد في نهج البلاغة (2).
ولم تكن الزهراء لتعمل أي عمل يكرهه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي المعصومة الطاهرة بنص القرآن الكريم..
ثانيا: لعل هذا البعض يعتبر الزهراء جاهلة بأن التزين بمتاع الحياة الدنيا مما لا ينبغي لها، مع أنه قد جاء التحذير تلو التحذير في كتاب الله تعالى، وعلى لسان رسوله الكريم (ص) عن الاغترار بالدنيا، والميل إلى زخارفها.
أما نحن فنقول:
إن تقوى الزهراء (عليها السلام) وعقلها، وكمالها، وزهدها والتزامها الدقيق بما يحبه الله تعالى يمنعها من فعل ذلك..
ولأجل ذلك.. فإنها لا تترك ما تتركه لمجرد أنه مما يزعج رسول الله (صلى الله عليه وآله).. فإنها قد وعت الآيات القرآنية التي تحذر من التعلق بالدنيا، وزخارفها، كأعمق ما يكون الوعي، وسمعت زواجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن