ولم يذكر أنه صهر رسول الله، أو نحو ذلك..
أما بالنسبة لأمير المؤمنين عليه السلام فقد وصفه بأنه ابن عم رسول الله، وصهره وكون بيته ضمن بيوت رسول الله (صلى الله عليه وآله)..
فلو كان عثمان صهرا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لكان على ابن عمر أن يستدل به أيضا، كما استدل به بالنسبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه بصدد الإستدلال بكل ما يساعد على دفع التهمة عن عثمان.. فلا معنى لترك الإستدلال القوي الدال على ثقة رسول الله به، والتمسك بدليل ضعيف وسخيف.
لأن العفو عن الفارين يوم أحد كان مشروطا بالتوبة.. وهذا إنما يشمل الذين عادوا مباشرة بمجرد معرفتهم بسلامة رسول الله، لا بالنسبة لمن لم يعد من فراره إلا بعد ثلاثة أيام.
ولو سلمنا أن الله قد عفا عنه.. فلا يلزم من ذلك لزوم عفو الناس عنه أيضا، بعد أحداثه التي ارتكبها بحقهم.
بل إن عفو الله سبحانه في أحد بهدف التأليف والتقوية في مقابل العدو، لا يلزم منه عفوه عنه بعد ذلك إذا كان قد ارتكب في حق المسلمين ما يوجب العقاب فضلا عن أن يوجب ذلك عفو الناس.
10 - وأخيرا.. فإننا نلفت النظر إلى أن هذا البعض قد اعترف بأن خطبة الزهراء في المهاجرين والأنصار موثوقة وهو بنفسه أيضا قد شرح هذه الخطبة، وقد جاء فيها إشارة إلى حقيقة أن الزهراء كانت هي البنت الوحيدة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قالت (عليها السلام): (فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه).
ولو كانت زوجتا عثمان ابنتين لرسول الله (ص) لكان عثمان اعترض، وقال: إن رسول الله كان أبا لزوجتي رقية وأم كلثوم، وكذلك كان زوج زينب..
والغريب أن هذا البعض يعلق على هذه الفقرة بقوله:
" تجدوه أبي دون نسائكم فأنا ابنته الوحيدة، ولم تقتصر على الحديث عن نفسها إلخ.. " (1).