ومن خلال المقارنة بين هذين النصين نخرج بالنتيجة التالية:
أولا: إن الروح الذي أرسله إلى مريم - حسب النص - في تأملات كان له دور التوجيه العملي لها، والتثبيت الروحي.. أي أنه يدلها على الخطوات التي تقوم بها.. ويثبتها حين كانت تعاني من الضعف الإنساني في داخلها، بسبب المشكلة التي طرأت عليها..
ولكن ذلك لا يعني أنه أرسل لزينب مثلا هذا الروح ليوجهها كيف تتصرف حين المحنة، أو يثبتها روحيا، وهي تعاني من الضعف في داخلها.. على حد قول هذا البعض.
ولا يدل ذلك أيضا على أنه قد أرسل للزهراء أو لخديجة، أو لآسية هذا الروح ليفعل مثل ذلك..
وحيث إنه قد صرح في كلامه بأن تلك النسوة ليس فيهن أية خصوصية غير عادية إلا الظروف الطبيعية، ثم استثنى مريم، بسبب المشكلة التي واجهتها، فذلك لا يعني أن ما حصل لمريم قد حصل لغيرها..
فقوله في النص الثاني:
" لم يكن في ذلك الكلام (الذي ورد في تأملات) إشعار بنفي كرامات الزهراء.. " صحيح، إذ إنه لم يكن فيه إشعار بذلك، بل كان فيه تصريح.. ومريم فقط هي التي حظيت بتوجيه الروح وتثبيته لها في وقت المحنة..
أما الزهراء، فبقيت، حالها كحال زينب، ليس فيها أية خصوصية غير عادية، ولا يوجد عناصر غيبية مميزة لها تخرجها عن مستوى المرأة العادي وكذلك حال خديجة وآسية.. وفقا لأقاويل هذا البعض؟!
ثانيا: قد عرفنا: أن وجود خصوصية غير عادية في شخص - ككونه نورا من الأنوار - على حد تعبير هذا البعض لا يخرجه عن كونه بشرا، ولا يجعله من الملائكة..
ثالثا: لقد قال في النص الثاني:
" علينا عندما نقدم الزهراء (ع)، أو نقدم آل البيت (ع) أن لا نقدمهم بطريقة توحي بأنهم ملائكة، أو أنهم غيب من الغيب، لأننا وإن كنا نعتقد: أن الغيب