5 - على أن هذا الكتاب، وإن كان يلهج باستمرار بالمديح والثناء على السيدة الزهراء (عليها السلام)، لكنه يخفي في طياته أمرا، أو فقل أمورا تجعل هذا المديح بلا فائدة ولا عائدة. بل هي تجعل منه غطاء لتمرير مقولات كثيرة، ربما يراد بهذا الكتاب التأسيس للاحتفاظ بها من جهة.. وإعطاء الفرصة لإسكات المعترضين، وتغيير المفهوم المعروف عنها..
أولا: يصور أن العلاقة بين الرسول (صلى الله عليه وآله) وبين الزهراء (عليها السلام) هي علاقة إنسان هو في القمة في خصاله وميزاته الشخصية، وخلقه الرفيع بابنته التي تحمل أيضا مواصفات شخصية مميزة، وليس ثمة أكثر من ذلك.. فليست المسألة مسألة اصطفاء إلهي، وتربية ورعاية ربانية، لمن هم صفوة الوجود، وخيرة الله، ووجه الله، وجنب الله، وباب الله.. ولأجل ذلك، فإن ما يمدح شخصها به، لا يختلف كثيرا عما يمدح به أية امرأة صالحة من سائر الناس.
ثانيا: هناك مقولات كثيرة ناقشنا في هذا القسم طائفة منها، وقد سعى هذا البعض في كتابه هذا إلى التأكيد على عدد منها.. كما أنه قد سعى إلى خلق مناخات تسمح له في بالمستقبل بإعادة التأكيد على مقولات جريئة أخرى عرفت عنه. لم ير الوقت مناسبا الآن لإثارتها بصراحة وقوة..
أضف إلى ذلك أنه استطاع أن يخفف من حدة وصراحة مقولات كثيرة له إلى درجة تجعل الإنسان العادي يكاد يتوهم أنه قد اصلح أو تراجع عن بعض ما كان قد أعلن عنه منها..
6 - إننا في هذا القسم لن نقتصر على خصوص الموارد التي أشرنا إليها واجبنا عنها في كتاب مأساة الزهراء، بل سنورد هنا بعضا من كلامه في موارد أخرى أيضا.. ونسجل إجابات سريعة عن طائفة منها، وسنغض الطرف عن طائفة أخرى لوضوح فسادها لكل أحد..
وسيجد القارئ الكريم أننا لم نحاول استقصاء أقاويله حول هذا الموضوع، على أساس أن خير الكلام ما قل ودل.
وسيظهر بما لا مجال معه للشك عدم صحة ما يحاولون التسويق له، من أن القضية هي مجرد قضية كسر الضلع - وحسب - وهي لا تستحق هذا المستوى من