يتضمن توبتهم واستغفارهم من الذنوب التي تهتك العصم، وتنزل النقم، وتقطع الرجاء و.. الخ، مع أن شيئا من ذلك لم يصدر منهم! في ضمن النقاط التالية:
أولا: إن الله سبحانه حين شرع أحكامه، قد شرعها على البشر كلهم، على النبي والوصي المعصوم، وعلى الإنسان العادي غير المعصوم، وعلى العالم والجاهل، وعلى الكبير الطاعن في السن والشاب في مقتبل العمر، وعلى المرأة والرجل، وعلى العربي والأعجمي، وعلى العادل والفاسق.
فيجب على الجميع الصلاة والزكاة والحج، والصدق والأمانة، و.. الخ.. وقد رتبت على كثير من التشريعات مثوبات، وعلى مخالفتها عقوبات.. ينالها الجميع، وتنال الجميع بدون استثناء أيضا. حتى لو لم يفهموا معاني ألفاظها، ولم يدركوا عمق مراميها، كما لو كانوا لا يعرفون لغة العرب، أو كانوا أميين لم يستضيئوا بنور العلم.
فالثواب المرسوم لمن سبح تسبيحة الزهراء (ع) هو كذا حسنة.. لكل من قام بهذا العمل استحق هذه الحسنات.
كما أن لهذه العبادات آثارا خاصة تترتب على مجرد قراءتها، حتى لو لم يفهم قارؤوها معاني كلماتها، فمن قرأ آخر سورة الكهف مثلا، وأضمر الاستيقاظ لصلاة الصبح في الساعة الفلانية، فإن الاستيقاظ سيتحقق، كما أن من كتب نصا بعينه يشفي من الحالة الكذائية، فإن الشفاء يتحقق.
كما أن المعراجية للمؤمن المترتبة على الصلاة في قوله (ع): الصلاة معراج المؤمن. أو القربانية في قوله (ع): الصلاة قربان كل تقي. سوف تتحقق بالصلاة حتى لو لم يفهم المصلي معاني كلماتها، ومرامي حركاتها فإن نفس هذا الاتصال بالله سبحانه بطريقة معينة ومحدودة على شكل صلاة أو زيارة، أو تسبيح وغير ذلك مما شرعه الله سبحانه، يحقق هذه الآثار، ويقود إليها، إذا كان مع نية القربة وظهور الانقياد والتعبد لله سبحانه وفق تلك الكيفيات المرسومة من قبله تعالى، وذلك يحقق غرضا تربويا، وإيحائيا تلقينيا يريد الله سبحانه له أن يتحقق.
ولأجل ذلك نجد: أن النبي (ص) يقول: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته)، ويقول في الأذان والإقامة:
أشهد أن محمدا رسول الله.. ويقول ذلك غيره.. ولا يصح منه الأذان ولا