إذا كان هذا الإنسان لم يرتكب ذنبا، ولا اقترف جريمة، فلماذا يطلب المغفرة الإلهية؟ ولماذا يبكي ويخشع؟! فإن الإنسانية من حيث هي لا تلازم كونه عاصيا.
وإن كان قد أذنب وأجرم بالفعل، فأين هي العصمة؟ وأين هو الجبر الإلهي - المزعوم من قبل هذا البعض - في عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟!.
ثالثا: إن من الواضح أن الذنوب المشار إليها في الأدعية لم يرتكبها الداعي جميعا، فكيف إذا كان هذا الداعي هو المعصوم كما اعترف به هذا البعض.. وذلك يشير إلى صحة ما ذكرناه في الوجوه التي أشرنا إليها آنفا وخصوصا الأخيرة منها.
رابعا: إن المراد بالمغفرة في بعض نصوص الأدعية خصوصا بالنسبة إلى المعصوم، هو مرحلة دفع المعصية عنه، لا رفع آثارها بعد وقوعها..
كما أن الطلب والدعاء في موارد كثيرة قد يكون واردا على طريقة الفرض والتقدير، بمعنى أنه يعلن أن لطف الله سبحانه هو الحافظ، والعاصم.. ولكن المعصوم يفرض ذلك واقعا منه لا محالة لو لم يكن الله يكفي بلطف منه، فهو على حد قول أمير المؤمنين (عليه السلام)..
(لست بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي، إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني) (1).
وقد شرحنا هذه الكلمة في بحث مستقل، بعنوان (لست بفوق أن أخطئ) فليراجعه من أراد..