ونحن لا نزيد على أن نذكر هنا أن الذهبي قد حلف على عدم صحة هذا الحديث. يعني حديث كون أمه وأمهما في النار (1).
وأخيرا: فإننا نكاد نصدق مقولة: أن السبب في تكفير آباء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعمامه هو مشاركة علي (عليه السلام) له فيهم، أو أنهم يريدون أن لا يكون آباء الخلفاء من بني أمية ومن غيرهم، وآباء رجالات الحكم وأعوانه كفارا، ويكون آباء النبي وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤمنين، فلا بد من سلب هذه الفضيلة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليستوي هو وغيره في هذا الامر.
البحث الثاني بماذا كان يدين النبي (ص) قبل البعثة:
إن ايمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوحيده قبل بعثته يعتبر من المسلمات، ولكن يبقى: أنهم قد اختلفوا في أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) هل كان متعبدا بشرع أحد من الأنبياء قبله أو لا. فهل هو متعبد بشرع نوح، أو إبراهيم، أو عيسى، أو بما ثبت أنه شرع، أو لم يكن متعبدا بشرع أحد، ذهب إلى كل فريق (2).
وتوقف عبد الجبار، والغزالي، والسيد المرتضى.
وذهب المجلسي إلى أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) حسبما صرحت به الروايات: كان قبل البعثة، مذ أكمل الله عقله في بدو سنه