1 - إنه يذكر: أن زكريا عليه السلام لم يطمئن إلى أن ذلك الذي يكلمه هو ملك يوحى إليه من عند الله، حتى طلب معجزة تركز عنده القناعة، وترتاح إليها نفسه، فكان له ما أراد..
وهذا الأمر يطرح أمورا:
أولها: إن ذلك يجعل كثيرا من موارد الوحي المشابه تتطلب إظهار معجزة تبعث الطمأنينة في نفس الموحى إليه في أن يكون الذي يكلمه هو جبرئيل.
الثاني: إننا لم نعرف من أين عرف ذلك البعض أن طلب الآية قد كان لأجل الحصول على الطمأنينة لزكريا عليه السلام بحقيقة الوحي.
فلعل الآية كانت لأجل أمر أو أمور أخرى غير ذلك، مثل أن يقنع قومه بالحقيقة التي سيفاجئهم بها.
الثالث: من أين عرف ذلك البعض: أن زكريا عليه السلام لم يكن يعرف طبيعة الذي كان يكلمه، هل كان ملكا أو غيرها؟ ومن أين عرف ذلك البعض أيضا أنه كان على شكل صوت لا يرى صاحبه؟ فليس في الآية ما يدل على ذلك.
ومن الممكن أن يكون ذلك الوحي قد جاء به الملك الذي يعرفه، ولم يزل يأتيه طيلة عشرات السنين التي مضت من نبوته، حيث كان قد بلغ من الكبر عتيا، حسب نص الآيات القرآنية التي هي مورد البحث.
على أن قوله في الآية (كذلك قال ربك) ليس بالضرورة أن يقوله غير الله، فلعل ربه هو الذي كلمه بهذه الطريقة.
2 - من أين عرف ذلك البعض أن السؤال قد انطلق من زكريا بما يشبه الصراخ العنيف.. فيما توحي الآية!! حتى إن المرء ليخال أن ثمة مشادة أو معركة كلامية يفتعلها زكريا (ع) مع أنه في مقام يتكلم فيه مع ربه والمقام مقام بشارة؟
ولا ندري كيف انتهى هذا الإشكال دون عزل زكريا عن منصبه!.
وكيف توحي الآية بذلك؟ وأي كلماتها يوحي بالصراخ العنيف؟!
3 - من أين عرف أن زكريا (ع) كان لا يعتقد أن الله يتدخل في الأمور