ولهذا فقد يكون من الأقرب إبقاء الآية على ظاهرها الذي يوحي بان سليمان كان في مقام توبيخ نفسه أو الاعتذار إلى الله عما حدث له، مما لا يتناسب مع التوجيه المذكور الذي قد لا يكون له معنى، إلا أن يقال، إن ذلك بلحاظ أهمية الصلاة وبذلك يكون قد قدم المهم على الأهم في الوقت الذي يتسع لها جميعا، مع كون تقديم الصلاة أفضل، بلحاظ الوقت..
كيف نفهم حدود العصمة؟
وقد نلاحظ في هذا المجال، أن مسألة حدود العصمة، فيما يراد من خلاله تأكيد القيمة الأخلاقية المنفتحة على الله في القيام بما يحقق رضاه في أفق محبته.. لا يكفي فيها التركيز على ترك المعصية، بل لا بد فيها من الانفتاح على العمق الروحي الذي يتناسب مع قيمة النبوة في جانب القدوة الرسالية منها..
.. وقد ينبغي دراسة الأسس التي يحاول الكلاميون الذين يتبنون مسألة عصمة الأنبياء بالشكل المطلق، لنتعرف ماذا يمكن لنا أن نواجه به الظواهر القرآنية التي تمنح الجانب الإنساني قيمة واقعية في تقييم شخصية النبي، بالمستوى الذي لا يبتعد عن الإخلاص في الصدق الواعي في خط الرسالة، مع إفساح المجال لبعض نقاط الضعف الإنساني أن تنفذ إلى حياته، بشكل جزئي طبيعي..
(ردوها علي) أي الخيل - على ما هو الظاهر - في عملية استعادة للإستعراض ولكن بروحية أخرى (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) قيل في معناه: إنه شرع يمسح بيده مسحا بسوقها وأعناقها ويجعلها مسبلة في سبيل الله جزاء ما اشتغل بها عن الصلاة.
وقيل: المراد بمسح أعناق الخيل وسوقها ضربها بالسيف وقطعها، والمسح القطع، فهو، غضب عليها في الله لما شغلته عن ذكر الله فأمر بردها ثم ضرب بالسيف أعناقها وسوقها فقتلها جميعا ".
ويتابع البعض كلامه فيقول:
" ويعلق صاحب الميزان على هذا الوجه بأن هذا الفعل مما تتنزه عنه ساحة الأنبياء عليهم السلام فما ذنب الخيل لو شغله النظر إليها عن الصلاة حتى تؤاخذ بأشد المؤاخذة فتقتل تلك القتلة الفظيعة عن آخرها مع ما فيه من إتلاف المال المحترم " (1).