ويقول البعض أيضا:
" وقد نلاحظ في هذه القصة، أن النبوة لا تتنافى مع الضعف البشري الذي يعيشه النبي ويعترف به، فيطلب إلى الله أن يقويه بإنسان آخر في أداء مهمته لا بواسطة تنمية قدراته الذاتية.. مما يوحي بأن الجانب الغيبي لا يتدخل في تضخيم شخصية النبي على حساب بشريته العادية، بل يترك المسألة للطبيعة البشرية لتتكامل بطريقة عادية.. وهذا ما قد يحتاج إلى مزيد من الدراسة فيما يطلقه علماء الكلام فيما يتصل بصفات النبي، بأن يكون أعلم الناس وأشجعهم وأكملهم في المطلق.. فإن تأكيد القرآن على نقاط الضعف البشري في شخصية الأنبياء، لا سيما في شخصية موسى (ع) قد توحي بما لا يتفق مع ذلك " (1).
ويقول أيضا:
".. وهناك نقطة أخرى، وهي أن الرسالة تفرض الدخول في جدل مرير مع هؤلاء القوم يمكن أن يثيروه من شبهات، أو يطالبوه بالحجة، فيحتاج إلى التحدث بطريقة مقنعة حاسمة، بلسان فصيح.. وهذا ما لا يملكه موسى للكنة كانت في لسانه، مما يؤدي إلى ضعف موقفه الذي ينعكس سلبا، على موقف الرسالة فيما قد يثيره ذلك من سخرية ونحوها.. لذلك كان بحاجة إلى شخص آخر يشاركه المسؤولية، ليواجه مثل هذا الموقف الطارئ معه، أو ليكون بديلا عنه في مقارعة الحجة بالحجة.. ولهذا فقد أراد أن يكون أخوه هارون معه (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا) أي ناصرا ينصرني ويشد ظهري " يصدقني " ويشرح بفصاحته مواقع الصدق في رسالتي، ومواطن القوة في موقفي، (إني أخاف أن يكذبون) فيفرض ذلك علي الدفاع والجدال حول مفاهيم الرسالة ومواقعها " (2).
ونجد هذا البعض يقول أيضا في موضع آخر في تفسير قوله تعالى (إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى) (3):
" ونلاحظ في هذه الآية الإشارة إلى ما يعيشه النبي من نقاط الضعف البشري التي تتحرك في شخصيته بشكل طبيعي، حتى في مقام حمل الرسالة.. فيتدخل اللطف الإلهي من أجل أن يمنحه القوة الروحية التي تفتح قلبه، بعمق على التأييد الإلهي في أوقات الشدة الأمر