وأما بالنسبة للصفات الجسدية ونحوها فقد ذكر العلماء أن المطلوب هو الكمال وعدم النقص، وهذا متحقق في موسى عليه السلام.
ثم إن هذه الأفصحية قد حازها نبي بالقياس إلى نبي آخر لا أنها ثابتة لشخص عادي بالقياس إلى النبي، ليقال: لا بد أن يكون النبي أكمل من سائر الناس. فموسى وهارون (ع) أكمل أهل زمانهما لكن موسى أفضل عند الله وأكمل من أخيه في كثير من الصفات. فكما أن أكملية موسى (ع) لا تضر في نبوة هارون. كذلك أفصحية هارون - مع كون الفصاحة الكاملة موجودة عند موسى - لا تضر في نبوة موسى، ولا في أفضليته عند الله بمعرفته بالله سبحانه حتى على هارون نفسه. وإلا لكان الدعاء من الرسول (ص) بدعاء موسى (ع) بلا معنى.
هذا كله، لو سلمنا - جدلا - بأفصحية هارون (ع). فيتضح مما تقدم أن ما ذكره ذلك البعض من ضعف بشري لدى الأنبياء، وأن موسى (ع) كان يعاني من حبس في لسانه يمنعه من الطلاقة المفهمة لمراده غير صحيح.
ملاحظة:
واللافت للنظر هنا: ان الله سبحانه قد اتخذ موسى كليما، وأعطاه الكرامة عن سائر الأنبياء، فهل اختاره كليما لأجل لكنته هذه تعويضا له عما فيه من نقص؟ إن هذا الأمر عجيب حقا، وأي عجيب!! وإذا كان هناك من احتمال آخر فليطلعنا عليه.
2 - انه إذا كانت مشكلة موسى (ع) هي في احتباس لسانه المانع له من الطلاقة المفهمة لمراده كما يقول البعض، فما هو ربط ذلك بالمنهج واللباقة في الأسلوب؟ ومن أين عرف أن منهج هارون (ع) وأسلوبه، كان أحسن من منهج وأسلوب موسى (ع)؟!! ومن أين علم ان موسى استعان بهارون كي لا يهزأ ولا يسخر منه قومه لعدم قدرته على أفهامهم!؟.
مع أن القرآن سجل لنا في تساؤل بني إسرائيل عند امره لهم بذبح البقرة موقفا معاكسا حيث اتهموه بأنه يهزأ بهم (قالوا أتتخذنا هزوا، قال أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين).
3 - إن قول موسى وهارون عن فرعون: (إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن