وأما البكاء من خشية الله فهو من أفضل الأعمال، والأخبار المطلقة فيها لا يحصى كثرة، ويدل عليها في خصوص الصلاة الرواية المتقدمة وما رواه سعيد بياع السابري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيتباكى الرجل في الصلاة؟ فقال: بخ بخ ولو مثل رأس الذباب (1).
وقال الصدوق في الفقيه: سأل منصور بن يونس بزرج الصادق (عليه السلام) عن الرجل يتباكى في الصلاة المفروضة حتى يبكي، فقال: قرة عين والله، وقال: إذا كان ذلك فاذكرني عنده (2).
والظاهر هاهنا أيضا عدم التفرقة فيما له صوت ونحيب وغيره.
ويبطل الصلاة أيضا بتعمد القهقهة إجماعا على ما نقله غير واحد من الأصحاب (3)، ويدل عليه أيضا أخبار كثيرة.
كموثقة سماعة قال: سألته عن الضحك هل يقطع الصلاة؟ قال: أما التبسم فلا يقطع الصلاة، وأما القهقهة فهي تقطع الصلاة (4).
وحسنة زرارة عن الصادق (عليه السلام) قال: القهقهة لا تنقض الوضوء وينقض الصلاة (5). وقال الصدوق في الفقيه: قال الصادق (عليه السلام): لا يقطع التبسم الصلاة وتقطعها القهقهة ولا ينقض الوضوء (6).
وصحيحة ابن أبي عمير عن رهط سمعوه (عليه السلام) يقول: إن التبسم في الصلاة لا ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء، إنما يقطع الضحك الذي فيه القهقهة (7).
والظاهر أن القطع راجع إلى الصلاة، كما لا يخفى على المتدبر.