____________________
إشارة إلى أنه لا نظر له إلى غيره من حيث إنه غيره، بل نظره إلى ذاته وإلى أفعاله فقط، وليس في الوجود إلا نفسه وأفعال نفسه وصنائعه وآثاره، وكلها راجع إليه، وهو غاية كل شيء، فلا تجاوز محبته ذاته وتابع ذاته من حيث هو متعلق بذاته، فهو إذا لا يحب إلا نفسه (1).
وما ورد في الأخبار (2) من حبه لعباده فهو مؤول بما ذكرناه، ويرجع معناه إلى أنه جعله قريبا منه، وكشف عن قلبه الحجاب حتى راه بقلبه، فمحبته تعالى لمن أحبه أزلية مهما أضيفت إلى الإرادة الأزلية، وإذا أضيفت إلى فعله وصنعه في حق عبده، من تمكينه إياه من القرب منه وإلى مشيئته وإرادته المخصوصة التي اقتضت تمكن هذا العبد من سلوك طريق القرب إليه، فهي حادثة بحدوث السبب المقتضي له.
كما ورد في الحديث القدسي: لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه (3).
فيكون تقربه بالنوافل سببا لصفاء باطنه، وارتفاع الحجاب عن قلبه، وحصوله في درجة القرب، وصيرورته من جملة المقربين، فصار قريبا بعد ما كان بعيدا كائنا في مقام المبعدين كالبهائم والسباع وأبناء الشياطين، فقد تجددت له درجة القرب والمحبوبية بالمعنى الذي علمت من كونها على وجه التبعية، ولم تتجدد فيه تعالى صفة لم تكن، ولكن ربما يظن لهذا أنه لما تجدد له القرب وصار محبوبا
وما ورد في الأخبار (2) من حبه لعباده فهو مؤول بما ذكرناه، ويرجع معناه إلى أنه جعله قريبا منه، وكشف عن قلبه الحجاب حتى راه بقلبه، فمحبته تعالى لمن أحبه أزلية مهما أضيفت إلى الإرادة الأزلية، وإذا أضيفت إلى فعله وصنعه في حق عبده، من تمكينه إياه من القرب منه وإلى مشيئته وإرادته المخصوصة التي اقتضت تمكن هذا العبد من سلوك طريق القرب إليه، فهي حادثة بحدوث السبب المقتضي له.
كما ورد في الحديث القدسي: لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه (3).
فيكون تقربه بالنوافل سببا لصفاء باطنه، وارتفاع الحجاب عن قلبه، وحصوله في درجة القرب، وصيرورته من جملة المقربين، فصار قريبا بعد ما كان بعيدا كائنا في مقام المبعدين كالبهائم والسباع وأبناء الشياطين، فقد تجددت له درجة القرب والمحبوبية بالمعنى الذي علمت من كونها على وجه التبعية، ولم تتجدد فيه تعالى صفة لم تكن، ولكن ربما يظن لهذا أنه لما تجدد له القرب وصار محبوبا