لكنه بعد أن واجه الاعتراضات عاد وقال في كتابه الذي حاول تلطيفه قدر الإمكان:
" من هنا كانت الآية الشريفة دليلا بينا على عظمة أهل البيت - بمن فيهم سيدتنا فاطمة (ع)، ومنزلتهم الرفيعة عند الله وعند رسوله (ص) ".
فإذا كانت آراؤه لم تتغير منذ ثلاثين سنة، فهل هذا الرأي أيضا منها؟! وإن كان ملتزما بآرائه كلها كما يقول، فهل يلتزم هنا بكلا الرأيين المتناقضين؟! وإذا كان أحدهما خطأ فلماذا لم يشر إليه، ويدلنا عليه؟!
ويلاحظ هنا: أن هذا البعض إن صح أنه قد تراجع عن عدد يسير جدا من آرائه، ربما لا يصل إلى عدد أصابع اليد أو اليدين.. فإن ذلك إنما جاء في الموارد غير الأساسية، وغير الحساسة، وهي تلك التي لا يحدث تراجعه عنها أي ضرر في التصور العام، وفي الهيكلية العامة التي رسمها للإسلام الذي يريد أن يحمل الناس عليه، بطريقة أو بأخرى..
وقد قلنا: إننا نشك في أن تكون هذه الموارد اليسيرة داخلة في دائرة التراجع والتصحيح، إذ إننا نحتمل:
1 - أن تكون قد جاءت لتهدئة الجو العام والسيطرة عليه مع يقينه بأن الناس سوف يعرفون حقيقة رأيه بعد هدوء العاصفة، حيث إنه قد احتفظ به مكتوبا أو مسجلا في المواقع الأخرى، ولم يرض بتحريك أي حرف منه من موقعه.. بل لقد سجل أنه ملتزم بكل فكرة قالها منذ عشرات السنين.
الأمر الذي يفسره المفسرون، على أن كلامه الأخير، إنما هو انحناء أمام العاصفة، لا أكثر..
2 - إن بعضا من تناقضاته قد نشأت عن كونه لم يدقق في ما يلقيه على الناس من كلام.. فيكون داخلا في نطاق إلقاء الكلام على عواهنه، وبصورة عفوية وارتجالية، فيقول هنا شيئا ثم ينساه ليقول هناك ما يناقضه ويخالفه..
وعلى كل حال.. فإن ما ذكره هذا البعض في كتابه من وحي القرآن في الطبعة الأولى.. من أن النبي قد أشرك أهل بيته في المباهلة كأسلوب من أساليب التأثير النفسي ليوحي لهم بثقته بما يدعيه، لا يمكن قبوله رغم تصريحه