فقد علم سليمان منطق الطير، وأوتي من العلم ما يكفيه في مهمته الكبيرة والخطيرة.
كما أنه لم يكن ثمة نقص في الإمكانات المادية، كما أشرنا وكان سليمان أيضا يحظى برعاية الله تعالى له، ولطفه به، وتسديده وتأييده له، في درجة العصمة وغير ذلك.
فلم يبق والحالة هذه إلا المبادرة إلى القيام بالدور المرصود له في نطاق الاستفادة الواعية والإيجابية والبناءة من كل المخلوقات المسخرة لهذا الإنسان، وتوجيهها لتؤدي دورها في الحياة كاملا غير منقوص.
وهذا ما حصل بالفعل، فكانت المعجزة الكبرى، وكان الإنجاز العظيم وهذا ما سوف يتحقق بحول الله وقدرته بصورة أكثر رسوخا وشموخا وعظمة في عهد ولي الأمر قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف. وجعلنا من جملة العاملين في نصرته والمدركين لأيامه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين المعصومين.