ومما يدل على وجود البطون، وعلى أن الأئمة عارفون بها، واقفون عليها ما روي عن علي عليه السلام: لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا في تفسير فاتحة الكتاب (1).
وعنه عليه السلام: (لو شئت لأوقرت بعيرا من تفسير: بسم الله الرحمن الرحيم) (2).
وفي حديث آخر عنه: (لو شئت لأوقرت أربعين بعيرا من شرح بسم الله) (3).
وعن الغزالي عنه عليه السلام: (أنه لو أذن له الله ورسوله لشرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ أربعين وقرا أو جملا) (4).
وفي نص ثالث عنه عليه السلام: (لو شئت لأوقرت ثمانين بعيرا من معنى الباء) (5).
وعن ابن عباس قال: (يشرح لنا علي عليه السلام نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلة؛ فانفلق عمود الصبح، وهو بعد لم يفرغ) (6).
و نقول:
1 - إنه قد لا يكون ثمة منافاة بين حمل البعير الواحد، والأربعين والثمانين بعيرا؛ إذا كان عليه السلام قد قال ذلك في مناسبات مختلفة، واقتضت كل مناسبة منها أن يشير إلى مستوى معين من المعاني والمعارف، فإن ذكر الأقل لا ينافي ذكر الأكثر ولا يناقضه، فهو لو شاء لأوقر بعيرا، ولو شاء لأوقر أكثر من ذلك إلى الأربعين، بل لو شاء لأوقر ثمانين بعيرا أيضا.
2 - إن سعة علم علي عليه السلام وغزارته مما لا يختلف فيه اثنان؛ كيف وهو باب مدينة علم النبي (ص)، وقد علمه رسول الله (ص) ألف باب من